د. مساعد بن سعيد آل بخات
أدى استمرار جائحة كورونا لاعتماد وزارة التعليم لجميع مراحل العام في الفصل الدراسي الأول على تطبيق إستراتيجية التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، حرصاً على سلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات.
وعندما نتمعن في سير العملية التعليمية في مراحل التعليم العام في الفصل الدراسي الأول لوجدنا بأنَّ هناك جهداً واضحاً وتفاعلاً مثمراً بين المعلمين والطلاب، والمعلمات والطالبات، من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز، من حيث شرح الدروس، ووجود واجبات منزلية، ووضع اختبارات، والإجابة عن الاستفسارات، وتنويع إستراتيجيات التدريس بما يتناسب مع التعليم الإلكتروني كالفصول المقلوبة، والتعليم المدمج.. إلخ.
وخلال هذه الأيام يترقب أفراد المجتمع إعلان وزارة التعليم عن آلية الدراسة مع بداية الفصل الدراسي الثاني، هل ستكون الدراسة بالاعتماد على التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد كما في الفصل الدراسي الأول أم أنَّ الدراسة ستكون حضورياً.
ولا يخفى علينا أنَّ مسألة اتخاذ القرار في هذا الجانب لدى المسؤولين في وزارة التعليم ليست بالأمر السهل، لأنَّ إتخاذ القرار هو (مرحلة بعدية) يسبقها صناعة القرار (مرحلة قبلية) بالاعتماد على جمع البيانات وتحليلها، وفحص التقارير والأخذ بالاستشارة من أصحاب العلم والخبرة.. إلخ.
لذا فمن الخطأ الذي يقع فيه بعض أفراد المجتمع إلقاء اللوم على متخذي القرار في وزارة التعليم لتأخيرهم الإعلان عن آلية الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، وكأنَّ هذا الأمر يمس شريحة بسيطة من أفراد المجتمع وبالإمكان اتخاذ القرار فيه بسرعة وعن قناعة تامة، بينما هو في الحقيقة يمس أكبر شريحة في المجتمع من الطلاب والطالبات والذين يصل أعدادهم إلى قرابة ستة ملايين طالب وطالبة، وقرابة خمسمائة ألف معلم ومعلمة.
ومن الشواهد التي أتنبأ بها وتدل على أنَّ الفصل الدراسي الثاني سيكون بطريقة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ما يأتي:
أولاً/ تطوير وتحديث منصة مدرستي بشكل مستمر.
ثانياً/ تفعيل الاختبارات والواجبات والأنشطة.. إلخ في منصة مدرستي.
ثالثاً/ تفاعل المعلمين والمعلمات مع الطلاب والطالبات بشكلٍ جيد وأفضل مما كان عليه في بداية الفصل الدراسي الأول.
رابعاً/ عدم توفر لقاح لفيروس كورونا لمن هم دون الثماني عشرة سنة من الطلاب والطالبات.
خامساً/ اعتماد مبدأ صحة الطلاب والطالبات أهم من أي حاجة أخرى ومنها التعليم، لأننا قد نجد للتعليم إستراتيجيات لتفعيله عن بعد لضمان صحة وسلامة الطلاب والطالبات.
ختاماً..
في ظِل استمرار جائحة كورونا فإنَّ استمرار التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد يُعد خياراً جيداً وآمناً لسلامة الطلاب والطالبات لحين إيجاد لقاح من كورونا يتناسب مع أعمار الطلاب والطالبات، مع ضمان تكاتف المدرسة والأسرة لمتابعة وتحفيز الطلاب والطالبات لتعليمهم بشكلٍ أفضل من خلال الإستراتيجيات المتنوعة في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.