صيغة الشمري
من أغرب قصص رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ستظل حكاية الرئيس ترامب غريبة بكل ما تعني الكلمة من معنى، تشبه شخصيته غريبة الأطوار. كان فوزه بالرئاسة في المرة الأولى غريبًا ومثيرًا، وخسارته غريبة ومثيرة أيضًا. لم يكن الكثيرون يتوقع أن يفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية في المرة الأولى، حتى أقوى وأعتى الصحف الأمريكية خرجت أغلبها تبشّر بهزيمة ترامب هزيمة ساحقة؛ وهو ما أجبرها على تغيير عناوينها التي نصبت فيها هيلاري كلينتون رئيسًا لأمريكا؛ لتعود وتعتذر وتعلن فوز ترامب، في واحدة من أغرب القصص في تاريخ الصحافة الأمريكية. صحف رصينة وذات مصداقية خسرت مصداقيتها بسبب ترامب وفوزه، هذا الفوز الذي حامت حوله الكثير من الشكوك، ونُسجت آلاف القصص حول أكثر رؤساء أمريكا غرابة وإثارة؛ فهناك من يشكك بأن روسيا قد تدخلت في الانتخابات لصالحه؛ لتبدأ رحلة التشكيك من قِبل صحفية استقصائية، أطاحت بشركة بيانات بريطانية، وأقفلت أبوابها للأبد بعد الخوف من مطاردتها قضائيًّا بتهمة استخدام بيانات المواطنين الأمريكيين بدون إذن مسبق منهم من أجل «تفويز» ترامب بالرئاسة. وها هو السحر ينقلب على الساحر؛ ليتجرع ترامب مرارة الهزيمة. سيناريو الهزيمة يشبه سيناريو النصر؛ الغرابة نفسها التي حدثت أثناء فوزه وأثناء هزيمته، مع اختلافات بسيطة لا تكاد تُذكر.
هزيمة ترامب ستعيد تقييم وسائل التواصل الاجتماعي من جديد بعد أن أقفلت أبوابها في وجهه دون أي اعتبار كونه «لا يزال» رئيسًا لأمريكا. بدأت تقفل في وجهه منصات التواصل الاجتماعي واحدة تلو الأخرى بعد أن كانت تتباهى بانضمامه إليها. ومثلما لخبط فوزه بالرئاسة الأوراق ها هي خسارته تفعل أكثر. فاز بغرابة، وهُزم بغرابة.. قصة فوزه وقصة هزيمته تركتا دروسًا لن ينساها التاريخ.
الكهل الأمريكي «الأشقر» الذي أدمن الجدل والإثارة والخروج عن المألوف لم يتركه «لاعبو الشطرنج» السياسي لينهي حياته بتحقيق جميع أحلامه التي بدأها من أضواء جميلات العالم والمصارعة الحرة إلى أضواء رئاسة أمريكا. هذا الكهل يبدو أنه لن يكف عن إثارة الجدل واستقطاب الأضواء حتى لو أدى ذلك إلى عزله من منصبه!