د.عبدالعزيز الجار الله
نجح ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بأن يقدم للعالم رسالة: سياسية واقتصادية وحضارية عندما اختار جبال العلا شمال المدينة المنورة موقعاً ليشارك يوم الأربعاء الماضي جلسة حوارية إستراتيجية عن بُعد ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بحضور أكثر من 160 من قادة ورواد الأعمال المؤثرين، مثلوا 28 قطاعاً و 36 دولة، عبر خيمة وضعت في النهايات الشمالية لجبال الحجاز والأطراف الجنوبية من جبال مدين وهضاب حسمي، بيئة جبلية تميز بها الركن الشمالي الغربي للمملكة ودول الجزيرة العربية، وقد تطرق سمو ولي العهد إلى الفرص الاستثمارية الكبرى في المملكة والتي تصل قيمتها إلى 6 تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة منها 3 تريليونات دولار استثمارات في مشروعات جديدة، في إطار ما توفره الرؤية السعودية 2030 من فرص لإطلاق قدرات المملكة غير المستغلة وتأسيس قطاعات نمو جديدة وواعدة في ظل الريادة في الطاقة المتجددة والثورة الصناعية الرابعة والسياحة والنقل والترفية والرياضة.
- رسالة سياسية أن المملكة حاضرة في ثقلها السياسي في محورها الفاعل في الشرق الأوسط والشمال الأفريقي وحوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب آسيا.
- رسالة جغرافية أن المملكة تقع على مفاصل حيوية وممرات مائية تربط القارات الثلاث وهذه البقعة بالذات الركن الشمالي الغربي من المملكة يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا ودول مهمة مثل بلاد الشام، وممرات مائية لها أهميتها الجغرافية وسط وشمال البحر الأحمر، وخليج العقبة ومطلة على قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط.
- رسالة اقتصادية استثمارية أن يمرر وينقل النفط والغاز والمعادن الصلبة لأوروبا والعالم عبر أقصر الطرق، والأكثر أماناً البحر الأحمر وقناة السويس وخليج العقبة، إضافة إلى ثلاثة مشروعات استثمارية واقعة بين تبوك والمدينة المنورة هي: مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع أمالا ريفييرا الشرق الأوسط.
- رسالة حضارية اختار سمو ولي العهد هذا الموقع التاريخي العلا التي تعود فيه الممالك العربية مملكة دادان، ومملكة لحيان إلى الألف الأول قبل ميلاد المسيح، أي أنه عمق عربي وإسلامي، وبأن الصحراء ليست تكوينات معطلة للتنمية بل خيرات وكنوز بيئية واستثمارية إذا استغلت مواردها.