د. محمد بن عبدالله الغيث
منذ عدة سنوات اكتشفت أن التاريخ الهجري سوف يتقاطع مع التاريخ الميلادي ويساويه ثم يتقدم عليه رقمياً، فقمت بتدوين ذلك كملاحظة على قصاصة ورق وضعتها مع أوراق أخرى تهمني داخل صندوق، وكنت وقتها أجهز للسفر للدراسات العليا في الخارج ونسيت الأمر حتى عثرت عليه مؤخراً بالصدفة على قصاصة الورق وعدت لتذكر الموضوع. وفيما يلي الإفصاح عنه وتدوينه في النقطتين التاليتين:
أولاً: نظراً لأن العام الهجري المكون من (354) يوماً يقل عن العام الميلادي المكون من (365) يوماً بمقدار إحدى عشر يوماً (365 عاماً - 354 عاماً). ولكون التاريخ الميلادي - على سبيل المثال - في يوم 2 صفر 1442هـ الموافق 19 سبتمبر 2020م يتقدم على التاريخ الهجري بمقدار = 2020 - 1442 = (578) خمسمائة وثمانية وسبعين عاماً. لذلك فإن التاريخ الهجري - بسبب الفرق السالب المكون من (11) يوماً كل عام مقارنة بالعام الميلادي - سوف يلحق (رقمياً) بالتاريخ الميلادي ويتقاطع معه بعد مرور ثلاثة وخمسون عاماً وشهرين وعشرين يوماً تقريباً (578 عاماً ÷ 11 يوماً = 52.55 عام، أي ما يساوي 52 عاماً + 6 أشهر + 1 يوم)، يضاف له (19 يوماً وثمانية شهور من عام 2020م). وعليه فإنه من المتوقع أن يحدث تقاطع وتساوي التاريخين الهجري والميلادي في 20/2/2073م تقريباً. ومن بعد تساوي التاريخين يبدأ التاريخ الهجري يتقدم رقمياً على التاريخ الميلادي بمعدل إحدى عشرة يوماً كل عام.
وقبل التعرف على الآثار المحتملة لحادثة التقاطع التاريخي الكبرى لعله من المفيد أن نتذكر أن العام الهجري الأول حينما بدأ من يومه الأول كان ذلك يوافق 16 يوليو من عام 662م، أي أن التاريخ الميلادي - بطبيعة الحال - كان يتقدم على التاريخ الهجري بمقدار (662) عاماً. وفي وقتنا الحاضر (عام 2020م)، أي بعد مرور (1358) عاماً (2020م - 662م) انخفض تقدم التاريخ الميلادي على التاريخ الهجري بمقدار (84) عاماً (662 عاماً - 578 عاماً) ليصبح الفرق (578) عاماً بعد أن كان (662) عاماً في بداية توازي التاريخ الهجري مع التاريخ الميلادي.
ثانياً: أتوقع أنه مع مرور الزمن من بعد تقاطع التاريخين الهجري والميلادي وتقدم الأول على الثاني رقمياً، سوف يترتب على تلك الحادثة خلط وتداخل وإشكال في تواريخ سابقة معروفة وعلى قدر كبير من الأهمية كتواريخ الحروب، والاكتشافات، والاختراعات، والأحداث الأخرى التي تهم أمم وشعوب الأرض. اللبس المحتمل قد يشمل أيضاً أموراً في جوانب متعددة أكثر أهمية نترك أمر تحديدها والنقاش حولها للمؤرخين والفلكيين وغيرهم من الكتاب. ذلك أن ما يهمنا هنا هو تدوين اكتشاف الواقعة التاريخية القادمة، وترك المجال للآخرين للنقاش والحوار حولها وشرح آثارها وأبعادها المحتملة خدمة لمن يأتي من الأجيال بعد حدوث التقاطع التاريخي المنتظر على النحو المتقدم بيانه.
** **
- كاتب ومحلل سياسي وإستراتيجي سعودي
«جميع الحقوق محفوظة»