خالد الربيعان
منذ بداية 2021 وضح بشكل كبير أن هناك عملاً كبيراً وخططاً موضوعة منذ زمن لتكون على أرض الواقع أحداثها بهذا الشكل الذي نراه، نراه منذ 2016 تحديداً لكن الأمر ازداد كثافة خاصة على الجانب الإعلامي: قبل أسبوعين ومع تنظيم السعودية لرالي داكار: فعالية عالمية كبيرة جداً، أهم ما لاحظته أن أغلب الدول تقوم بتغطية ومتابعة أخبارها، حتى عبر الصحف الرياضية والمواقع والحسابات المتخصصة في كرة القدم قامت بنشر أخبار عديدة عن مجريات داكار في السعودية.
في نفس التوقيت تم إعلان نتائج ما تم الاجتماع عليه منذ 3 شهور فقط: الحصول على شهادة الكفاءة المالية، شيء ملزم للأندية السعودية المتواجدة بشكل خاص في دوري المحترفين لاستحقاق دعم وزارة الرياضة التي بدورها قامت بعمل شروط معينة للحصول عليه عبر «مبادرة الدعم».
شهادة الكفاءة المالية مطلوبة أيضاً لحصول الأندية السعودية على «الرخصة الآسيوية»، بدلاً من وضع سابق كانت فيه بعض الحالات التي يقوم فيها الاتحاد الآسيوي AFC بمخاطبة الاتحاد السعودي وناد هنا أو هناك برفض المشاركة لعدم سداد مستحقات، أو وجود قضايا عالقة لم يتم إنهاؤها، المعنى أن الاستعداد ومن الداخل وبشكل نهائي: وضع مريح للغاية.. يتضح هذا عملياً الفترة الزمنية المقبلة.
الهلال، الشباب، التعاون، الفتح، الفيصلي، القادسية، الرائد، التزموا جميعاً في الموعد المحدد وكذلك باقي الأندية إلا خمسة أندية عليها التزامات لن نقول كبيرة ولكن «غير سهلة»، مع ذلك منحت لجنة الكفاءة المالية لهذه الأندية الفرصة لسداد هذه الالتزامات مع موعد جديد أقصاه 21 يناير الحالي.
بالطبع الكثيرون خاصة على منصات التواصل - من الجماهير- قاموا بالتعليق على هذا، لكن ما رأيته من وجهة نظر متواضعة أن اللجنة من ورائها القيادة الرياضية ممثلة في وزارة الرياضة و الاتحاد: ما يحركهم هو «المصلحة العامة».
لأن الالتزامات المالية للأندية كانت هي «كل مشاكلها» في السابق، كانت الديون ككرة الثلج تكبر حتى وصلت لمليار ريال، وقضايا وصلت لحوالي 200 قضية في الاتحاد الدولي ، منع من التسجيل ، تداول أسماء الأندية في الصحافة مما كان له تأثير سلبي على المنظومة ككل، خصم نقاط.. وغيرها من الأمور.
والمعنى أن فضاء خانة «الالتزامات المالية» في سجلات كل الأندية أمر يريح جميع الأطراف .. الأندية نفسها ، إداراتها، مما يتيح لها التحرك و العمل في الأمور الأخرى ذات الأولوية، أمر في مصلحة اللاعبين وقوام الأندية من المحترفين، حيث تسير الأمور بلا تعقيدات مالية أو أمور متوقفة أو عقد ما بلا حلول جذرية.
راحة وعبء ثقيل يزاح أيضاً من كاهل القيادة الرياضية نفسها أيضاً لأن الأمور في النهاية تطول الجميع ومثال التدخل السابق الهام جداً لإنهاء ديون الأندية واضح، بقي فقط شيء في منتهى الأهمية من وجهة نظر شخصية متواضعة: يجب أن يكون الموعد الجديد لمن تخلف في السداد بالموعد الأول: موعد نهائي ، لا رجوع بعده وليكن ما يكون، هذا في مصلحة اللوائح و القانون نفسه ، «لا يظلم من اجتهد في البداية و لا يتعسف مع من تعثر بل أعطى الفرصة.. لكن لا يتساهل.. ليتساوى من يعمل ومن لا يعمل».. مجرد رأي.
مهد
أمر آخر لافت هو تواجد شخصيات عالمية على أرض مشروع الأكاديمية الخاصة بالمواهب السعودية الناشئة من الأطفال والشباب «مهد»، وهو مشروع أراه أهم ما يميز هذه المرحلة من «صناعة الرياضة السعودية»، من هذه الشخصيات مديرون فنيون مثل مورينهو ومدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني والمخضرم فابيو كابيللو: خبرات قوية للغاية لا ينبغي التفريط في الاستفادة منها بشتى الطرق.. لمستقبل أفضل للرياضة السعودية.