أوصاف الفارس
لفتني عندما كنت أشاهد بالصدفة فيلم soul الكوميدي والخيالي نوعاً ما، يتحدث باختصار عن شخص بعد مروره بأزمة صحية بقي عالقاً بين الحياة والموت وبدأت محاولاته للعودة إلى حياته باستماته التي كان يعدها مقيتة ومملة ويخيم عليها الجو الروتيني، صار يتمنى لو يعود يوماً واحداً للحياة ليعيش كل لحظة من حياته، شعر بقيمتها بعدما فقدها..
هكذا نحن البشر لا نستشعر قيمة الشيء إلا عند فقدانه، ولا نعرف قيمة ما نحن فيه إلا بعد أن يذهب منّا، لا نعرف قيمة الصحة إلا عند المرض ولا نعبر عن حبنا لمن نحبهم إلا عندما نفقدهم ولا نعرف معنى النعمة إلا عند الابتلاء.
أولاً عبروا عن مشاعركم لمن تحبون، لانتظروا الموت لتعبروا عن حبكم لشخص ما بعد فقدانهم أسعدوهم في حياتهم قبل فوات الأوان، اطلبوا رؤية من تشتاقون إليه ولا تأجلوا ذلك أبداً، اعتذروا لمن أخطأتم في حقهم أو حتى فقط شعرتم بأنكم خدشتم شيئاً من روحهم أو كسراً في خاطرهم تسامحوا فالحياة قصيرة.
ثانياً لم لا نغير من أنفسنا ونحاول أن نعيش الحياة وكأنها يوم واحد فقط،كونوا أبناء اليوم، انسوا الماضي مهما كان، بأحزانه وأتراحه، فعندما تعيدون الماضي وتتذكرونه ذلك لن يفيد في علاج الأوجاع وإنما سيعكر صفو يومكم ويزيدكم هموماً على همومكم..
عيشوا حياتكم لحظة بلحظة.. وساعة بساعة.. ويوماً بيوم!
تجاهلوا الماضي.. وارمِو ما حصل فيه في مهب الريح وامسحوا من ذكرياتكم الهموم والأحزان.. ثم تجاهلوا ما يخبئه الغد واتركوه للغد، وتفاءلوا فيه بالأفراح.. ولا تعبروا جسراً حتى تقفوا عليه..
فالماضي عدم.. والمستقبل غيب لا تشغل نفسك ولا تفكر طويلاً في المستقبل، فتفقد جمال الساعة التي أنت فيها.