إبراهيم بن سعد الماجد
حياة الإنسان منذُ الأزل مرتبطة بالبيئة، البيئة بمكوناتها المختلفة، سواء النباتية، أو الحيوانية، أو الجمادية.
وقد حفظ لنا الشعراء مواقع بيئية في أشعارهم، كقول امرؤ القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
فقد حدّد المكان بشخوص ما زالت تعرف حتى اليوم.
وكقول عنترة بن شداد في قصيدته المشهورة التي مطلعها يَا دَارَ عَبْلـةَ حيث ذكر أربعة مواقع في قوله:
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
هذه بيئة جغرافية لها رسومها التي يعرفها كل من قرأ في الأدب العربي، ويهوى الترحال، وهناك من شيبنا وشبابنا من هوايته تتبع المواقع، من خلال أشعار العرب.
مقدمة أردت منها التأكيد على أهمية المحافظة على البيئة بمكوناتها الثلاثة.
لكن موضوع هذه المقالة يركّز على البيئة النباتية، وأهمية المحافظة على الغطاء النباتي، والتي بدأت الدولة مؤخراً في التشديد على ذلك من خلال فرق الجهات المختصة، من أجل المحافظة على الغطاء النباتي، وكذلك بقاء ما تبقى من أشجار السلم والطلح والسدر، وغيرها.
ولكن من وجهة نظري كل الجهود لن تؤتي ثمارها المتوقعة، ما لم يكن هناك تنظيم دقيق ومقنن، من خلاله يعرف مربي الماشية متى يرحلون، ومتى يمنعون، وإني أضع وقفات بين يديّ المسؤولين لعلها تساهم في عودة بيئتنا أوجزها في النقاط التالية:
1- بالنسبة للأغنام أرى أن نفرق بين أغنام البادية ذات الأعداد المحدودة، و أغنام ما يمكن أن يطلق عليه أغنام المشاريع التي تأتي بأعداد كبيرة، تأكل الأخضر واليابس، مثل هذه الأغنام يجب أن تمنع من التجول في الصحاري، ويلزم أصحابها بإبقائها في مشاريعهم.
2- الإبل يجب أن تحدد إقامات أصحاب الأذواد بمناطقهم، ولا يسمح لهم بالتحرك إلا في أوقات تحددها الجهات المختصة، من أجل أن نضمن نثر الأشجار والأعشاب بذورها، بما يكون بإذن لله نباتاً للأعوام القادمة، حيث أن ما يقوم به أصحاب الإبل الآن من تنقل من الشمال للجنوب ومن الجنوب الشمال دون سبب وجيه، يُعد هدراً للوقت والمال، وكذلك تدمير خطير للمراعي التي ما زالت في بداياتها.
3- أرى أن تشرع الجهات المعنية كوزارة البيئة تشريعاً يحدد أوقات تنقل أصحاب الماشية المسموح لهم أصلاً بالتنقل، حيث لا يكون فيه رعي مبكّر قبل كما أسلفت تنثر النباتات بذورها.
4- أكرر أهمية منع أغنام المشاريع التي تصل أعدادها إلى آلاف الرؤوس من الرعي البري، وحصرها داخل مشاريعها.
هذه النقاط ما هي إلا فتح باب التفكير من أجل حماية بيئتنا.