فهد بن جليد
خطر الكمامات والقفازات المُستعملة بات مُحدقاً بالإنسان والحيوان والطبيعة في كل قارات العالم، وهي تتطاير في شوارع المُدن والطُرقات فضلاً عن المساحات الفارغة والمسطحات المائية، بسبب التخلص منها (بطريقة عشوائية) عقب نزعها، بعد إلزام الجميع باستخدامها للحد من انتشار فايروس كورونا، من الواضح عدم الاكتراث بمصير الكمامة في ظل غياب قوانين صارمة تمنع هذا السلوك الخاطئ، مئات الطيور اختنقت بسبب تطاير الكمامات والقفازات في الهواء، أو علقت مخالبها وباتت عاجزة عن الحركة وحبيسة في مكانها، العلماء يحذرون من تزايد الأخطار البيئية التي يصعب مواجهاتها أو معالجتها.
هل نحن بحاجة تخصيص حاويات مُحدَّدة للتخلص من النفايات التي يخلفها فايروس كورونا؟ ربما يكون هذا حلاً لمواجهة الخطر الذي كشفت عنه تقارير إخبارية وصور وفيديوهات أظهرت عشرات القصص المؤلمة في العديد من دول العالم لحيوانات برية تمضغ الأربطة البلاستيكية للكمامات في الغابات ولا تستطيع الخلاص منها، وطيور عالقة في الأشجار عاجزة عن الحركة، وأسماك نافقة في البحار، كل هذا بسبب الكمامات والقفازات التي تضاعف استخدامها عدة مرات، رافق ذلك عدم وجود طريقة متفق عليها للتخلص منها واعتبارها نفايات طبية، لا سيما وأنَّ المواد التي تم صناعة الكمامات والقفازات منها غير قابلة للتحلل السريع دون تدخل بشري.
العشوائية في نزع الكمامات والقفازات برميها في الشارع أو إطلاقها في الهواء يعني أنَّه لن يتم معالجتها من قبل شركات النفايات كالمُتبع، ولن تتحلَّل بشكل طبيعي وتختفي من الكون -بحسب العلماء المُختصِّين- قبل 200 سنة تقريباً لأنَّها مصنوعة من مواد مثل (البوليستر والبوليبروبيلين)، وإلى ذلك الحين ستهدِّد البشر والحيوان والبيئة والشجر والحياة بأكملها، ولا أعتقد أنَّ هناك إنساناً مُحباً للحياة يدرك أهمية مثل هذه المعلومة، ولا يقوم بالتخلص من الكمامة أو القفازات بعد الاستعمال بالطريقة الصحيحة، الأمر لن يكلف ثواني معدودة، بدلاً من قرون من المُعاناة التي تُهدِّد الكوكب.
وعلى دروب الخير نلتقي.