السنوات الست الماضية لوطننا كنّا ومازلنا وسنظل نؤكِّد على أن المشهد التنموي في وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» تطوَّر بشكل لافت جداً، ووصل إلى مرحلة نعتبرها اليوم صاعدة بوضع الإنسان إلى الرفاه والاستقرار والتطور، بما يتوافق مع احتياجاته وإمكاناته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في المستقبل.
هذا المشهد الذي بالتأكيد يلقى المساندة الكبيرة والدعم الهائل من قائد هذا الوطن، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله-، يمضي بشكل دائم؛ ليؤكد مكانته وعلو كعبه في محيطه الإقليمي، وما يحظى به من ثناء دولي، تكرّر في العديد من المناسبات.
واليوم نحن أمام إنجاز جديد، يحقق باسم المملكة العربية السعودية على الصعيد العربي، عبر قيام اللجنة العليا للعمل العربي المشترك من خلال اجتماع الدورة الـ50، التي انعقدت - عن بعد - مؤخراً، بترشيح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لجائزة جامعة الدول العربية، هذه الجائزة التي تمنح للشخصيات القيادية التنموية العربية التي كانت لها أدوار متميزة وفعالة، في الاهتمام بالتنمية وتحقيقها على أرض الواقع.
سمو الأمير محمد بن سلمان، الرجل القوي الذي عرفناه بمواقفه الوطنية وبقيادته للمشهد التنموي، دائماً يجيِّر المنجزات التنموية لمقام خادم الحرمين الشريفين، إذ بفضل توجيهات ودعم الملك سلمان وحرصه ومتابعته الدائمة ودعمه الكبير، وصل مشهد التنمية لهذا المستوى الذي يبعث على الفخر، وبالتالي الإنجاز وطنيٌّ باسم المملكة وملكها، ولا يقتصر على فرد مثلما بيَّن سمو ولي العهد، بل على المشهد التنموي السعودي متكاملاً، نصب عينه استكمال التطوير والتنمية للوصول بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.
لقد جاءت رؤية المملكة 2030 لتواصل البناء والتنمية، وهي خطة ما بعد النفط لوطننا، والتي تم الإعلان عنها في 25 إبريل 2016م، ونظَّمَ الخُطَّة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان، حيث عرضت على مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز لاعتمادها، ويشترك في تحقيقها كلٌّ من القطاع العام والخاص وغير الربحي، ولا تزال هذه الرؤية تحقق أهدافها المرسومة لها يوماً بعد آخر.
الرؤية السعودية الطموحة 2030 والتي لم يكن تأثيرها منحصراً على الخارطة الجغرافية، بل تخطت في أهميتها وتأثيرها منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً الإصرار من قبل ولي العهد الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن يبهر العالم بأفكاره ورؤيته الاقتصادية على رفع سقف التحدي والطموح بأن تكون منطقة الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة.
ارتباطنا بمنظومة العمل في وطننا، وشعورنا تجاه سمو ولي العهد الأمين - رعاه الله -، هي علاقة ومشاعر متأصِّلة من خلال ارتباطنا بأرض المملكة، من خلال الانتماء الثابت لنا لهذا التراب، والولاء المطلق الذي ندينه لقيادتها، على رأسها خادم الحرمين الشريفين، قائد المشروع الإصلاحي ومرسخ دعائم التغيير وتحقيق النهضة، في ظل مجتمع آمن مسالم، يبحث عن الحياة الأفضل والمستوى المعيشي الجيد والبناء والنماء.
هذا الارتباط؛ هو ما يعطينا الفخر بتبوؤ المملكة أعلى المراتب في مجال التنمية، وهو ما يجعلنا نجدد الثقة الدائمة بجهود سمو ولي العهد، وبدوره البالغ داخل هذا الوطن وحضوره المؤثر في المحافل الخارجية.
وفي الوقت الذي نبارك فيه لسمو ولي العهد هذا الإنجاز غير المستغرب، والمكانة المستحقة باسم المملكة العربية السعودية، مهم أن نؤكد على إسهامات وطننا البارزة تجاه العمل التنموي المشترك، على المستوى الخليجي والإقليمي وحتى العالمي، ففي جلسة الحوار الاستراتيجية الأخيرة ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور أكثر من 160 من قادة ورواد الأعمال المؤثرين الدوليين الذين يمثلون 28 قطاعاً و36 دولة، كان لسمو ولي العهد اتجاه في التعاون الدولي مع الشركاء والأصدقاء في مجتمع الأعمال ودعوتهم للمشاركة في الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، وتشديده على الدور الذي لعبته وتلعبه المملكة في إطار تعزيز التنمية ودعم استقرار المنطقة والحفاظ على سوق إمدادات الطاقة، كمبادرة لها تقديرها الجميل والمشكور.
كسعوديّ يمنحني هذا الإنجاز اعتزازاً، يزيدني ثقة وفخراً بمشهد التنمية في وطني، يزيدني تقديراً وتبجيلاً للجهود الدائبة التي يبذلها صانع المستقبل سمو ولي العهد الأمين؛ فهو الرمز التنموي للجيل السعودي والعربي، الذي يفكر بعقلية الغد، ولا يرتهن للماضي.
دمتم لنا فخراً وعزاً، وأمدكم بعونه وتوفيقه، وحفظكم الله بعينه التي لا تنام من كل شر أو كيد، ورحم الله مؤسِّس الوطن الملك عبد العزيز، الذي غرس فيكم حب التنمية، دمتم للوطن وأهله.