2009-5-16 أتذكر تفاصيل ذلك اليوم بحذافيرها وأتذكر كل ما تلاها من حلم أن أكون مذيعة حينما اتصل بي مسؤول في إذاعة الرياض وأخبرني بأنه منذ اليوم أصبحت مذيعة في إذاعة الرياض لدرجة أنه كاد يغمى علي من شدة الحماس وقوة الخبر وضعت أمام عيني قاعدة شكسبير «أكون أو لا أكون».
والآن بعد أن أمضيت أحد عشر عاماً بين جنبات إذاعة الرياض أعود بذاكرتي إلى الأيام الخوالي حينما كنت في الصف الأول ابتدائي كنت أستيقظ صباحاً على صوت الإذاعة اعتدت يومياً على تناول الفطور وتسريح شعري أثناء استماعي لها.. استمر الوضع حتى تخرجت من المرحلة الثانوية.. كنت أستمع للإذاعة لمعرفة مواعيد التسجيل في الجامعات.. وبعدها توجهت للجامعة كطالبة في كلية اللغة العربية.. استمر استماعي للإذاعة لمتابعة البرامج الثقافية التي كان يقدمها بعض من أساتذتي في الجامعة.. لم يخطر في بالي للحظة واحدة أن أتحول من مستمعة إلى صوت إذاعي يشارك في هذا الكيان الذي لطالما كان داعماً لي فكرياً وثقافياً.. في أحد الأيام هاتفني والدي أثناء تواجدي في المدرسة حيث كنت أعمل بعد تخرجي من الجامعة ليخبرني عن رغبة الإذاعة في توظيف أصوات نسائية متخصصة في اللغة العربية.. في اللحظة الأولى ضحكت باستغراب من هذا العرض بحكم النسيج المجتمعي في تلك الفترة وقلة الأصوات النسائية في الإعلام بشكل خاص.. شاء الله وتم قبولي كمذيعة في إذاعة الرياض والبدايات دائماً صعبة.. كدت أصاب بنوبة قلبية أثناء جلوسي أمام المايك.. هنا بدأت الرحلة.. صقلت صوتي الإذاعة وأعطتني المساحة للتعبير.. كانت الداعم الأول في رحلة التطوير الثقافية والمعرفية.. إذاعة الرياض قد يراها البعض وسيلة قديمة لنشر الثقافة والمعلومة إلا أنها ما زالت تحتفظ بمصداقيتها ومسؤوليتها عن كل ما يُبث فيها.. هناك عمالقة أنجبتهم الإذاعة كان لهم دور عظيم في تقويم المجتمع ونشر ثقافته سواء داخل السعودية أو خارجها.. وفي رحلة تمكين المرأة أجد أن إعلامنا السعودي كان داعماً منذ زمن قديم لتواجد المرأة وإبراز دورها رغم قلة التواجد إلا أنها كانت إحدى الركائز الإعلامية ولمعت فيها العديد من الأسماء النسائية التي قدمت البرامج لكل أفراد المجتمع من بداية برامج الأطفال وحتى البرامج الاجتماعية والثقافية.. وكان لي وافر الحظ بأن التحقت بها وعملت تحت مظلتها أحد عشر عاماً أراها مسيرة فخر واعتزاز لي.
** **
- مذيعة في إذاعة الرياض