استكمالاً لما بدأت به في توثيق واحات محافظة أملج ومصادر الغذاء قديمًا ومحطات طريق الحاج التاريخية أوثق في هذا المقال وأعطي نبذة مختصرة عن واحة نخيل سمنة وبئر الثميلة التاريخي الذي ذكره عدد من المؤرخين والرحالة الذين كتبوا عن طريق الحاج الشمالي وذكروا سمنة وبئر الثميلة بالاسم الحالي.
وواحة سمنة تقع قريبة من آثار الحوراء التاريخية وقرية العمير التي كان لها شأن كمحطة من محطات الحاج ومأهولة بالسكان إلى وقت ليس بالبعيد وواحة سمنة في موقع جميل تحيطها الكثبان الرملية التي شكلت حماية لها قديما ومنتزها سياحيا حديثا اتخذه الأهالي كمطل يطل على واحة نخيل سمنة حيث الهواء العليل في عز الصيف ودفء الشتاء ومنظر بديع يجمع بين أنواع الطبيعة البر والنخيل والبحر وجزره، وموقع واحة سمنة على أحد فروع وادي سمين شكل لها خطرًا وأزال نخيلها وبئر الثميلة عدة مرات بسبب السيول القوية والمتعددة عبر الزمان ولعل أهمها سيل القرعي عام 1100 هجرية تقريبًا، ويعتقد كذلك تاريخيًا أن سيل وادي سمين تسبب في دفن آثار الحوراء تحت الكثبان الرملية ومازالت مطمورة بالرمال ولم تكتشف ولم يبق منها إلا الاسم رغم مكانتها التاريخية والأحداث التي مرت بها عبر العصور وحضارتها ومبانيها من القصور المبنية بعظام الإبل وجذوع النخيل والحجارة وطلاء الذهب والفضة في بناء فريد من نوعه كما ذكر العلامة حمد الجاسر -رحمه الله-.
وواحة سمنة وبئر الثميلة وقرية العمير والحوراء تقع بجانب أحد مصبات وادي سمين وهي قريبة من البحر، وهذا يوضح لنا أن سكان المنطقة كانت مصادر الغذاء عندهم البحر وزراعة النخيل.
وذكر لي عدد من سكان المنطقة أن سيل سمين كان له تأثير على واحة نخيل سمنة، وخاصة إذا التقى سيل سمين مع سيل الشاقة في طريقه إلى البحر، وكان له تأثير إلى أن تم عمل سد وادي سمين عام 1428 هجرية وبسعة تخزينية تصل 177130 متراً مكعباً وبطول 278 متراً وارتفاع 6 أمتار وهذا السد حد من خطر سيل وادي سمين والشاقة كثيرًا وحفظ المياه.
ونتيجة لذلك زادت واحات النخيل في سمنة وزرعت معها المانجو وعدد من الأشجار التي زادتها جمالاً على جمال الموقع ومصدرا غذائيا مهما لسكان المحافظة ومنتزها جميلا بعبقه التاريخي لسكان المحافظة ومقصدًا للسياح القادمين للمحافظة.
** **
lewefe@hotmail.com