من أبجديات الأعمال التنظيمية أن تكون وفق متابعة وتقصي حتى يتحقق المبتغى الحقيقي للمهام, خصوصاً الأعمال التي تحتاج إلى متابعة وجولات تفتيشية ورقابة, الجولات التي تقوم بها المنظومات الحكومية عن طريق مجموعة من أفرادها، تعكس مدى الإهتمام الحاصل لدى تلك المنظومات، ففي الآخر هي خدمات نابعة من المهتمين والقائمين عليها، عمل المنظومة لا تقتصر فقط على مقابلة الجمهور، وإنما هناك عمل ميداني وتواجد أيضاً, هناك (بعض المنظومات أو الدوائر الحكومية) أعمالها ومهامها تتطلب تواجد ميداني، والأهم تفعيل هذه الإجراء، فلا يمكن أن تتم عملية النجاح إلا بتكامل الجهود وإظهار تلك الأعمال على الواقع وأرض الميدان، فعلى سبيل المثال المرور والبلديات وغيرها من الدوائر التي يتطلب تواجدها في الميدان للمتابعة، تلك الدوائر تواجه الكثير من النقد والمطالبات، فتواجد رجل الأمن داخل الميدان يسهل الكثير من حركة السير والتنظيم، ولكن للأسف مع تواجد (الكاميرات) المختصة لرصد السرعة والتجاوزات حالت دون تواجد رجل الأمن، أصبحت العملية (اتكالية)، فقط تتم المراقبة عن طريق غرف التحكم المتواجدة في مقر الإدارات، نشاهد كل يوم تكدس وازدحام في الطرق والشوارع وفوضى عارمة، لا تصادف رجل مرور, لا تصادف مركبة أمنية عائدة للمرور, فقط كاميرات معلقة على اللوحات الارشادية، والرقيب بعيد عن موقع الإزدحام، وعندما تتم مراسلة أو الإتصال بالرقم المختص تفيد بوقوع حادث أو إزدحام، يتم التفاعل وتواجد المختصين لحل المشكلة بعد مرور وقت ليس بالقصير, هذا بسبب ابتعاد رجل الأمن المختص عن موقع الحدث, وعدم مراقبة المسؤول عن ما يجري, من منا رأى رجل مرور (ضابط) في أرض الميدان يتابع ويراقب؟
والحال ينطبق ايضاً على بعض المنظومات أو الدوائر الحكومية الأخرى، فمثلاً البلديات والأمانات العامة بكل منطقة عندما يواجه المواطن مشكلة ما، لا تتم عملية الإصلاح وحل المشكلة، رغم الاتصالات والرسائل, مجرد يتلقون المعلومة مع أخذ البيانات ولكن لم نجد هناك تجاوب وإنهاء المشكلة، طرق وشوارع تحتاج صيانة، أرصفة متهالكة، إنارة تحتاج صيانة، كل هذا الإهمال بسبب عدم التقصي وعمل جولات ميدانية من قبل أفراد تلك المنظومات المختصة (البلدية والأمانات), رغم وجود وسائل التواصل والأريحية للمواطن للوصول الى المعنيين بحل المشكلة إلا أن هناك بطء وقصور من المختصين لإنهاء المشكلة، هل يحتاج المسؤول الإتصال أو وقوع مشكلة ما ليتم اصلاح المشكلة؟
لماذا لا تكون الجولات التفتيشيةعلى الطرق وغيرها من تلقاء أنفس العاملين في تلك المنظومات؟
هل هناك متابعة من المسؤول المختص عن ما يحدث وتقارير تصل اليه يومياً؟
الكثير من المواطنين لديهم تذمر عما يحصل، وأيضاً يتساءلون ماجدوى وضع الأرقام المخصصة لاستقبال الشكاوى والملاحظات؟
يتم الأتصال أكثر من مرة من مواطن يطلب إنهاء مشكلة أو ملحوظة ويتم تسجيل البيانات والمشكلة, ولكن للأسف تمر الأيام والأسابيع والمشكلة لم تنحل.
حتى في وسائل التواصل نلاحظ أن جميع المنظومات الحكومية لها حسابات في تلك الوسائل، ووضعت أرقام لاستقبال ما يطلبه المواطن من استفسار أو شكوى، لكن للأسف أرقام وضعت للأستقبال وليس لأنهاء المشكلة المعنية، نتمنى من القائمين والمسؤولين متابعة ما يحل وما يحصل وعمل تنظيم جدي لتلك التساؤلات.