فهد بن جليد
رسائل التوعية الجديدة في المجتمع الأمريكي توصي بأن تتحدث بصراحة وبشكل مُباشر للشخص الذي -لا يرتدي كمامة- وسط تجمع لأشخاص يرتدون الكمامات، وتقول له بكل وضوح (أنت تعرِّضنا للخطر)، لا مجال للمُجاملة ضمن توصيات رسائل التوعية المُحدَّثة، التي تتحدث عن تجنب 70 بالمائة من فرص تلقي العدوى أو نشرها، شريطة الالتزام بالكمامة والتباعد وغسل اليدين باستمرار، -بفضل الله- تجاوزنا هذه المرحلة في مواجهة الجائحة، ثمَّة نقطة يجب التحدث عنها هنا، وهي عودة ملامح المجاملة المجتمعية مؤخراً، بالتساهل مع من لا يرتدي الكمامة، أكثر من المراحل السابقة.
لنتحدث بشفافية أكبر، ومن خلال مشاهداتنا ومعايشتنا اليومية نجد أنَّ المُجاملة ما زالت تشكِّل ضغطاً على الصورة العامة والجميلة للالتزام والوعي المجتمعي السائد، والذي نتميَّز بها وسط الجائحة، فبسبب المجاملة ومحاكاة الآخرين قد تنزع (كمامتك) بهدوء - لا إرادياً - وسط تجمّع من الأشخاص الذين خلعوا كماماتهم في المكتب - المجلس- المقهى- وأحياناً في الشارع، مثل هذه المجاملات حتماً هي في غير محلها، قد تعيدنا خطوات للوراء في الأشواط الأخيرة، وتقوِّض الجهود المبذولة لتوديع الجائحة وإعلان الانتصار عليها، التواصي بتعزيز مبدأ الالتزام التام بالكمامة طوال الوقت مطلب في هذا الوقت أكثر من غيره، بعدم نزعها مهما كانت ظروف ومغريات ومؤشرات الأمان، هكذا كنا في بداية الجائحة بتكاتفنا والتزامنا ووعينا استطعنا منع انتشار الفيروس وإبقاءه تحت السيطرة، وهكذا يجب أن نستمر حتى يصدر من جهة الاختصاص ما يفيد بتخفيف الاحتياطات.
الكمامة مُزعجة، لا أحد يود ارتداءها طوال الوقت، لكن الاجتهادات الشخصية والتوقعات والتحليلات والقراءات الفردية للجائحة وتطورها ولقاحاتها، لا معنى لها حتى لو كانت من أطباء غير مُختصّين أو قريبين من نتائج الأبحاث، ومخوَّل لهم الحديث عن تفاصيل الجائحة وخطوات التعامل معها، حزمة الإجراءات والاحتياطات المُتخذة ستبقى عنوانَ وعي والتزاماً ومسؤولية، لا يجب التأخر عنها أو التراخي في تطبيقها.
وعلى دروب الخير نلتقي.