مها محمد الشريف
تكللت الجهود التي قامت بها وزارة الصحة في المملكة بالنجاح على مستوى العالم، بل تفوقت على كثير من الدول، ويجب أن نعترف في هذا الإطار بأن هذا التقدم على معظم الدول الكبرى بما فيها دول مجموعة العشرين يعد من الإنجازات الضخمة التي تبذلها الدولة في جميع المجالات، حيث تصدرت السعودية حسب تقارير دولية المرتبة الأولى عالمياً في مستوى المرونة الإقليمية والمرتبة السابعة في مستوى التأهب للطوارئ، وفي المرتبة الرابعة عشرة في مستوى فعالية الحجر الصحي والمرتبة التاسعة عشرة في كشف ورصد الحالات وفي المرتبة العشرين في مستوى فعاليات الإدارة الحكومية للمخاطر وكذلك في مستوى جاهزية الرعاية الصحية، وفي المرتبة السابعة عشرة في الأمان الصحي وفعالية الوقاية والرعاية، والدعم اللا محدود للقطاع الصحي حقق الأمن الصحي بجميع مناطق المملكة.
هكذا يشهد العالم تحقيق تقنية جديدة في عصر ثورة المعلومات والكميات الهائلة من البيانات، أكثر بكثير مما شهدته الإنسانية في تاريخها. وبفضل هذا التطوركان - وما زال - للرعاية الصحية أولوية وتطور كبيرين. ونطاق تفاعلنا مع هذا الأثر اليوم تفرضه التحديات التي لم يكن متوقعًا حدوثها، وربما أسهمت في بيان الوضع الحالي مع انتشار جائحة كورونا كوفيد - 19. وتلك الأصداء لمنتدى عالمي، أقيم في الرياض، نظمته الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالتعاون مع الأمانة السعودية لمجموعة العشرين، وشارك به مجموعة من الخبراء.
يُذكر أن هذا المنتدى هو جزء من برامج المؤتمرات الدولية المنعقدة على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، الذي ناقش أهم المواضيع الصحية على المستوى العالمي، بالمفهوم التقني الدقيق؛ لتكون كلمة وقاية في الوقت الراهن قبل اعتماد لقاح للفيروس لها دور كبير في الحد من التعرض للإصابة.
هذا ما تم تحقيقه إلى اليوم، ولا يزال هذا الموقف يخبرنا بأن الوعي يتوافق مع الظروف، وأن يكون أساسًا لأي تجارب أو جهود نقدمها كنقطة انطلاق للبحث الذي ينفع العالم، وهذا يعد من الميزات للدولة التي تنظم مثل هذا المنتدى العالمي للأبحاث، وتجعله كمنصة لمعرفة مستجدات التجارب السريرية لكبريات الشركات المصنعة للقاحات حول العالم التي لم يتم طرحها في مؤتمرات علمية سابقًا، وهو - بلا شك - فرصة للجميع للحضور والاطلاع على هذه المستجدات من الشركات المنتجة مباشرة، المختصة بالوبائيات والأحياء الدقيقة.
سأعبّر عن هذا الموضوع بطريقة أقرب للتقرير عطفًا على ما جاء في المنتدى، وهو في الحقيقة الواقع الفعلي؛ لأن هناك ميلاً قويًّا يدفع الناس لمعرفة النتائج أكثر من المعلومة الطبية أو ما سبقها من خطوات. ربما أكون هنا أكثر اتساقًا، وهم أكثر منطقية؛ وهو بالتالي طريقة ضرورية للكتابة عن أحد المكونات التي تدار بصفة رئيسية من قِبل الهيئات الصحية المركزية والإقليمية والمحلية. علمًا بأن الإنسان المعاصر أصبح يستفيد مما ينتجه.
وكذا متخذو القرارات السياسية على أصعدة النظام الصحي كافة، أهم ما يميزهم مضاعفة الجهد ليجعلوا كل شيء ممكنًا وضروريًّا، وصولاً إلى ضم نخبة من الخبراء العالميين في مجال تطوير اللقاحات، وعدد من المتخصصين في هذا المجال يُقدر بـ32 من مؤسسات أكاديمية وبحثية عالمية عدة، فمنذ ثمانينيات القرن العشرين تعرّف الإنسان لأول مرة على تسلسل جينات الجينوم الفيروسي بأكمله، وصارت هذه تقنية روتينية، توفر معلومات بالغة الأهمية لتصنيف الفيروسات. ومع ظهور تلك التقنيات الحديثة في التعرف على الفيروسات قطعت عملية الاكتشاف شوطًا طويلاً في البحث عن الأسباب، وما يترتب عليه تأخر لقاحات الفيروس، والحد من انتشار العدوى في الموجة الثانية، ومعالجة أزمة الوعي التي تسببت بعودة كورونا.
ونتيجة لذلك فإن حجم الانتباه والتوتر معًا ازداد بدرجة ملحوظة خلال انتشار جائحة كورونا في العالم. وقد وُضعت في العديد من البلدان بروتوكولات للوقاية من تلك الجائحة، والآثار السلبية التي تؤثر في أصحاب الأمراض المزمنة، والفئات الأكثر عرضة للمرض، وتمكين الجميع من المشاركة في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومعدلات نجاح مرتفعة بإجراء وقائي أو علاجي ما. وقد تحقق ذلك عندما وُضعت النتائج في سياقها الصحيح، وتعاون المجتمع مع التعليمات والإرشادات الصحية التي تردد صداها بالتقدم لأخذ اللقاح، وتميزت المملكة بأدوات النجاح التي حسمت الأمور كلها.