رَقَتْ عُيُوْنُ اللَّيْلِ سَاعَةَ وَدَّعَكْ
قَدْ كَانَ يَحْلُمُ لَوْ رَأَكَ لِيَسْمَعَكْ
غَادَرْتَهُ .. أَطـْفَأْتَ كُلَّ تَوَهُّجٍ
هَوْ لَاْ يَرَى فِي الْأُفُقِ إِلَاْ مَطـْلَعَكْ
وَنَثَرْتَهُ فِيْ كُلِّ عَاصِفَةٍ سُدَى
وَفـُؤَادُهُ فِيْ كُلِّ نَاحِيَةٍ مَعَكْ
كِلْتَا يَدِيهِ تَلَوَّحَانِ وَنَبْضُهُ
تَسْتَلَهُ رَيحُ الْحَنِينِ لِيَتْبَعَكْ
يَرْوِي لِأغْصَانِ الْأَرَاكِ لَيَاليًا
سَحَّتْ سَحَائِبُ وَجْدَهُ كَيَّ يَزْرَعَكْ
هَوْ لَمْ يَعُدْ يَشْكُو إِلَيْكَ تَوجُّعًا
كَلَّا وَلَاْ مُدَّتْ يَدَاهُ لِيُرْجِعَكْ
قَدْ كُنْتَ أُنْسًا يَصْطَفِيكَ يَقِينُهُ
فَاَرْتَابَ مِنْ بَعْدِ الْيَقِينِ وَضَيَّعَكْ
وَقَرَعْتَ نَاقُوسَ الْغِيَابِ لِأَنَّه
لَوْ سَارَ فِيْ دَرْبِ الْخَدِيْعَةِ أَقْنَعَكْ
** **
- حسين جومان السويدي