«الجزيرة الثقافية» - محمد هليل الرويلي:
هل هرِمتْ لغتنا العربية؟!
أما الأستاذ د. جاسر الحربش، فقال كلمته ومضى: متى تتحرر العربية من أسر النحاة؟ الجمعة 25- ديسمبر 2020 (صحيفة الجزيرة - الثقافية). في سياق وصفه: أنها أصبحت كالهرمة اليوم، ينفر منها أبناؤها وبناتها من الأجيال الشابة..
ومشيرًا إلى القصور العلمي والبحثي والإبداعي كجزء من مسببات شيخوختها.. معلقًا جرس مصيرٍ متوقع إلى الفناء ولحاقها بلغات بائدة (الإغريقية واللاتينية السنسكريتية). وواضعًا حلولاً للبقاء؛ تجمع العدد الكافي من اللغويين والأدباء وعلماء الطبيعيات والتقنيات ليقوموا بتشذيب لغتنا العربية وقص زوائدها..!
وإن كان عدد من الباحثين المتخصصين والأدباء والنقاد في إصداراتهم ودراساتهم وأبحاثهم في علم النحو أو البيان وفقه اللغة أو في مجالات علومها وفروعها الأخرى سواء من (عصر التدوين في القرن الثاني إلى العصر الحديث)، خطّت ورزحت ودوّنت أقلامهم، أفكارهم ورؤاهم العلمية والإبداعية في مشارب لغتنا العربية...
ولما لهذه القضية الهامة من حق الطرح مجددًا! فالعقل المستجد فاعل يتجدد والظروف تفرض - ربما - كل الاحتمالات، وتعطي الفرصة للتحديث والتجديد. فإننا نعيد طرح هذه الرؤى أو المزاعم التي تُطرح بين حين وحين ونعرضها ليتناولها المهتمون أمثالكم، ليدلوا دلوهم: مؤكدين البقاء والثبات، ومزيحين أو نافين المزاعم. برؤية ثاقبة نحو اللغة ومستقبلها بين مسيرة لغات العالم اليوم ومستقبلها القريب والبعيد.
وإذ ضنّ على البعض - وربما كانوا محقين- الأسلوب المتبع لعلمها وتعلمها! إذ تلقّفَ الرواد اللغة - محفوظة - و قاموا بدورهم تلقينها من بعدهم ثم دواليك ناولها من بعدهم لمن بعدهم!! في إشارة إلى أن هذا الدور كفل نظامًا لمعلمي اللغة العربية تعليمها دون علم بصير ونظرة تنظيرية لجوهرها في الأدب العربي (شعرًا ورواية وفي سائر فنونها...)
... حفظنا أمهات كتب النحاة, والمحفوظ لغاية إجرائه وإدراجه في ورقة للاختبار حقيق أن يُنسى! بعد طي الورقة, بعد حين من الزمن. وحفظنا معلقات الجاهليين! من دون أن نتفحص مقاصد الشعراء, وحالاتهم السياسية والاقتصادية, والدينية المحيطة بذلك العصر, والحال ينسحب على حالة اللغة العربية الأدبية في عصر بني أمية والدولة العباسية وصولًا لعصر انحطاط الأدب العربي، إلى نهضة العربية على أيدي الرعيل الأول «إعادة إحياء التراث العربي» ودور الرعيل الأول من أدباء مصر في القرن المنطوي. واليوم نهضت الجامعات العربية في البلدان العربية، وكان للغة العربية منها نصيب وافر، في إشارة يجدر الحديث حولها فيما ترونه من إشارات هامة في هذا الجانب في مدارسنا وجامعاتنا.. تساؤلات هامة تحملها رؤى غنية متنوعة طرحناها على ضيوف (قضية الثقافية) الذين تفاعلوا معنا مشكورين في هذه المادة.