إعداد - خالد حامد:
تعهدت الولايات المتحدة برسم «إستراتيجية جديدة» لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالتشاور مع حلفائها. قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، الأسبوع الماضي، إن الرئيس جو بايدن يعتقد أن الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية والأنشطة الأخرى المتعلقة بالانتشار النووي تشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين. وقالت في إيجاز صحفي: «لا تزال للولايات المتحدة مصلحة حيوية في ردع كوريا الشمالية».
لقد لفتت ملاحظتها الانتباه لأنها كانت أول بيان رسمي لإدارة بايدن بشأن كوريا الشمالية منذ تنصيبه في 20 يناير. وينسجم البيان مع ما قاله توني بلينكين، الذي اختاره بايدن لوزير الخارجية، خلال جلسة الاستماع بتأكيده في 19 يناير أن الولايات المتحدة ستراجع نهجها تجاه كوريا الشمالية.
يُظهر هذا أن كوريا الشمالية لن تكون استثناءً في سعي إدارة بايدن اتباع «أي شيء عدا أسلوب ترامب». وهذا يعني أيضًا أن الولايات المتحدة ستمتنع عن اتباع نهج ترامب «من أعلى إلى أسفل» للتركيز على القمم مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. بدلاً من ذلك، من المرجح أن يتبع بايدن طريقة «من أسفل إلى أعلى» بناءً على مفاوضات على مستوى العمل. ومن المتوقع أيضًا أن تعزز الولايات المتحدة التعددية والتعاون الوثيق مع الحلفاء.
لم تضع إدارة بايدن بعد تفاصيل سياستها تجاه كوريا الشمالية. ومع ذلك، يجب على رئيس كوريا الجنوبية مون جاي السعي لتعاون أوثق مع واشنطن حتى ينعكس موقف كوريا الجنوبية في عملية صنع السياسة الأمريكية على أساس التحالف الثنائي الراسخ.
لقد أكد سوليفان مستشار الأمن في البيت الأبيض من جديد التزام إدارة بايدن بتعزيز التحالف الثنائي بين واشنطن وسول، وفقًا للبيت الأبيض. وعلى المنوال نفسه، أجرى وزير الدفاع الكوري الجنوبي سوه ووك محادثات هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي المعتمد حديثًا لويد أوستن، حيث أكد أهمية التحالف ووافق على تحسينه.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن التناقضات المحتملة بين واشنطن وسول فيما يتعلق بكوريا الشمالية. تحاول سول إحياء «عملية السلام» في شبه الجزيرة الكورية على أساس اتفاقية نزع السلاح النووي التي توصل إليها ترامب وكيم جونغ أون في قمتهما التاريخية في يونيو 2018 في سنغافورة. لكن واشنطن تستعد لإلغاء هذا «التقدم» الذي أحرزه ترامب.
تصعد كوريا الشمالية من الضغط على الولايات المتحدة من خلال اتباع صيغة «القوة من أجل القوة وحسن النية لحسن النية» في التعامل مع الولايات المتحدة وسط شد الحبل مع واشنطن، وقد تلجأ بيونغ يانغ إلى الاستفزازات العسكرية لتصعيد التوتر في شبه الجزيرة.
ستكون المناورات العسكرية المشتركة المقرر إجراؤها في مارس بين كوريا والولايات المتحدة منعطفاً مهماً في تحديد المشهد الأمني في المستقبل ويحتاج الحليفان إلى إجراء محادثات رفيعة المستوى لمناقشة نطاق وحجم التدريبات.
إلى جانب كوريا الشمالية، يحتاج الحلفاء إلى معالجة العديد من القضايا بشكل مشترك مثل إستراتيجيات بايدن الجديدة بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ والصين. وهنا فإننا نحث مون وبايدن على عقد قمة في وقت مبكر لمناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك.
** **
- افتتاحية (كوريا تايمز) الكورية الجنوبية