إعداد - خالد حامد:
في بعض الأحيان في واشنطن، تشرع السلطات في تقديم شيء من المسرح السياسي. يمكنك دائمًا اكتشاف ذلك، إذا نظرت عن كثب إلى ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
في الأيام الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب، اجتمع الديموقراطيون وحفنة من الرافضين بشكل قاطع لدونالد ترامب للإصرار على عزله مرة أخرى.
كانت أول محاكمة لعزل دونالد ترامب في عام 2019 عبارة عن مطاردة ساحرات مليئة بتهم ملفقة وأدلة غير مدعمة وحقد حزبي في صورة مخاوف قانونية.
لقد عملت ضد هذا الاتهام الموجه نحو ترامب، لكنني سأقول عنه شيئًا واحدًا. كان الديمقراطيون مخطئين ولكن كان لهم كل الحق في القيام بذلك، وعلى الأقل سعوا إلى ذلك على النحو الذي يمليه الدستور.
وبعد فترة زمنية قصيرة في يناير الجاري 2021 حدثت مأساة وطنية عندما اقتنع المسلحون والمحرضون والمتطرفون بالسماح لهم بالاعتقاد بأن السادس من يناير يمكن أن يسفر عن أي نتيجة غير التصديق على فوز الرئيس جو بايدن.
وقفت بحزم إلى جانب أولئك الذين يعتقدون أن الكونجرس لا ينبغي أن يغير نتائج الناخبين المعتمدين من الدولة، لأن القيام بذلك قد يدمر الهيئة الانتخابية.
هل قام الرئيس ترامب بمحاولة لجعل الكونجرس يغير هؤلاء الناخبين؟ الإجابة هي: نعم.
هل قام البعض من زملائي النواب بالإيحاء لمشجعيهم أنهم يقاتلون من أجل نتيجة مختلفة يعلمون جميعًا أنها لن تحدث؟ الإجابة هي: نعم.
هل أدى الجمع بين حشد خارج عن السيطرة والقرارات الفظيعة تمامًا من قبل المسؤولين عن أمننا إلى هذا الحدث المؤسف في 6 يناير؟ الإجابة هي أيضاً نعم.
لكن القول بأن أي سياسي يطلب من الحشد «القتال لاستعادة بلدك» يكون مداناً، إلى حد ما، بالتحريض هو أمر سخيف.
إذا كان علينا أن نلوم السياسيين على أفعال مؤيديهم الأكثر عنفًا، فإن العديد من زملائي النواب سيواجهون تهماً قاسية. لقد تعرضت شخصياً لإطلاق نار والاعتداء والمضايقة من قبل أنصار اليسار، بما في ذلك بعض الذين قالوا بشكل مباشر إن كلمات السياسيين دفعتهم إلى هذا العنف.
كنت هناك في أحد الملاعب عندما كاد أحد مشجعي بيرني ساندرز أن يقتل ستيف سكاليس ويصيب عدة آخرين بجروح خطيرة. في ذلك الوقت، كان الديمقراطيون يجادلون بأن خطة الحزب الجمهوري للرعاية الصحية كانت تعني «إنك تمرض أولاً، ثم يتركونك تموت». فهل من الغريب أن مسلحًا يساريًا مجنونًا أخذ هذا الخطاب على محمل الجد وخلص إلى أنه «إذا كان الحزب الجمهوري سيسمح لي بالموت، فربما سأقتله أولاً»؟
ومن المثير للاهتمام، مع ذلك، أنه لم يتقدم أي جمهوري لإلقاء اللوم على بيرني ساندرز أو اقتراح عزله أو تحميله مسؤولية محاولة اغتيال أكثر من 20 من أعضاء الكونغرس.
بالتأكيد لم اتهم بيرني ساندرز بتأجيج العنف في ملعب الكرة، وبالمثل، لا أعتقد أنه يجب تحميل دونالد ترامب مسؤولية العنف الذي حدث في مقر الكونجرس. أتمنى فقط أن يكون لدى الجانب الآخر مقاربة متساوية لهذا الموضوع.
ولكن ماذا عن هذا التوجه الذي بدأه مجلس النواب ويوشك مجلس الشيوخ على إجرائه، وهو ما سيقوله البعض على أنه «عزل؟»
حسنًا، المساءلة هي أداة لعزل شخص ما من المنصب. ولكن في الواقع، فقد ترك الرئيس ترامب منصبه بسلام في 20 يناير، كما ينص الدستور. أولئك الذين صوتوا للرئيس بايدن انتصروا، وتم نقل السلطة كما ينبغي ويجب.
مهما كانت هذه الممارسة التي بدأها الديمقراطيون وأصروا على استمرارها، فهي ليست إقالة حيث ينص الدستور على شيئين حول المساءلة هما أنها أداة لعزل صاحب المنصب، ويجب أن يرأسها رئيس المحكمة العليا.
لن يحدث أي من هذه الأشياء بعد أن رحل الرئيس ترامب، والقاضي جون روبرتس، الذي لاحظ على نحو ملائم غياب أحد المسؤولين عن منصبه (ترامب)، فرفض تولي هذه المهمة.
هذا يحسم الجدل الدائر حول دونالد ترامب بالنسبة لي.
فإذا لم يكن القاضي روبرتس هو الذي سيترأس هذا الإجراء، فهذا لا يعني عملية عزل. لن تكون هذه التمثيلية أكثر من مجرد عملية حزبية مريرة ومسرح سياسي.
مساءلة ترامب مهزلة ويجب رفضها حتى قبل السماح لها بالبدء.
** **
راند بول هو سيناتور جمهوري بمجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي - عن صحيفة (ذا هيل) الأمريكية