د.عبدالعزيز الجار الله
الوطن العربي بعد أن عاش أقسى مرحلة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م هي مرحلة الربيع العربي 2010م التي قسمت العرب وأدخلتهم في قلاقل واضطرابات سياسية، هددت بلدانهم بالانهيار ومازال النزف مستمرا حتى كاد أن ينتهي إلى تفكيك الوطن العربي بجملته، لولا لطف الله ويقظة قادة بعض الدول العربية، فالعرب بحاجة إلى خطة طريق وخرائط وطنية جديدة: سياسية، اقتصادية، اجتماعية.
- ملف السياسية: أصبح واضحا للعرب عدوهم، والذي أجج الفوضى السياسية، إيران وبعض ساسة الغرب الذين اعتقدوا أن الوطن هي جغرافيا صنعتها الحرب العالمية الأولى ويسهل تفكيكها وإعادة تركيبها مرة أخرى.
- ملف الاقتصاد: وأهمها التنمية وملف البطالة، لأن الربيع العربي عطل التنمية، وسرح الشباب في ساحات التظاهر، وأوقف الأعمال وأغلق المؤسسات والشركات الكبرى.
- ملف الاجتماعية: وهو أخطر الملفات لأن إيران عملت كثيرا عليه وهو تدمير خلية الأسرة العربية وتفكيك العروبة في العراق ولبنان وسورية واليمن، وتعزيز الأقليات غير العربية وجعلها في الواجهات السياسية والوطنية، وتنفيذ سياسة التهجير القسري، وإجبار الأسر على الهجرة والانتقال من مدنها وقراها وأريافها، وإحلال أسر وسكّان من خارج الوطن مكانها.
إذن العالم العربي يعيش حالة خطرة من ساسة دفعت بهم أحداث الربيع العربي إلى الصفوف الأمامية، وتحولت الجيوش إلى ميليشيات عسكرية لديها جميع معدات الجيوش، لكن الأخطر هو ملف الأسرة العربية الذي عملت عليه إيران باحترافية وإتقان، فهي تقوم على المزج التعسفي للأقاليم المحتلة التي اغتصبتها من دول عام 1925م وهم: البلوش، والآذار، والأحواز العرب، والأكراد، والتركمان، وغيرهم من شعوب الأقاليم المحتلة داخل إيران، وتريد إعادة الحالة واستنساخها في الوطن العربي.
تقع على جميع الدول العربية مسؤولية حماية الخلية العربية والحفاظ عليها حتى لا تدمرها إيران لصالح الفارسية، وتقوم على تشويه العنصر العربي، أيضاً على العرب -عاجلاً- تنفيذ التنمية الحضارية والاقتصادية، والحد من البطالة قبل أن يتحول الوطن العربي إلى جغرافيا سائحة وعائمة بالبطالة والشعوب الفاشلة.