المحليات - واس - الرياض:
قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد إن المملكة العربية السعودية ستعلن استراتيجية لتطوير مدينة الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد.
وأضاف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه مع السيناتور ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق عضو مجلس الأمناء بمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار في جلسة حوار بعنوان «مستقبل الرياض»، قائلاً: «كل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكنات لخلق وظائف، وخلق نمو في الاقتصاد، وخلق استثمارات، وخلق العديد من الفرص؛ لذلك ننظر للرياض بعين الاعتبار».
وأضاف: «لذلك نستهدف أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم. اليوم هي رقم أربعين، من أكبر أربعين اقتصادًا في العالم كمدينة. نستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 مليون نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة في 2030». وبما أن المدن تشكل 85 % من اقتصاد العالم؛ فلذلك التنمية الحقيقية تبدأ من المدن، سواء في الصناعة أو الابتكار أو في التعليم أو في الخدمات أو في السياحة، وغيرها من القطاعات».
وأضاف: «بلا شك الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن».
وأضاف: «اليوم مدينة الرياض تشكِّل ما يقارب 50 % من الاقتصاد غير النفطي في المملكة العربية السعودية. تكلفة خلق الوظيفة فيها أقل 30 % من بقية مدن المملكة العربية السعودية. وتكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري فيها أقل بـ 29 % من بقية مدن المملكة العربية السعودية. والبنية التحتية في الرياض رائعة جدًّا بسبب ما قام به الملك سلمان فيما يزيد على 55 سنة بإدارة مدينة الرياض والتخطيط لها».
وبحسب تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تخطط المملكة لإقامة برنامج الرياض الخضراء لتشجير ملايين الأشجار في مدينة الرياض؛ مما سوف يقلل من درجة الحرارة، وكذلك مستوى الغبار. وهناك خطط أيضًا لإنشاء محميات ضخمة نحو مدينة الرياض لتحسين الوضع البيئي للمدينة، إضافة إلى مشاريع بيئية في المملكة العربية السعودية، سوف يتم الإعلان عنها لاحقًا.
وقال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «إن هناك طروحات لأسهم أرامكو قد تحدث في السنوات القادمة كجزء من خطتها لتحويل الأموال لصندوق الاستثمارات العامة؛ ليعاد ضخها داخل وخارج المملكة العربية السعودية لمصلحة المواطنين السعوديين».
استراتيجيات مدن ومناطق
وفيما أعلن سمو ولي العهد عن قرب إطلاق استراتيجية مدينة الرياض أكد سموه أن الفرص كثيرة جداً في جميع مناطق المملكة، واليوم نعمل على استراتيجيات لكل المناطق، ومضى سموه بالقول: أطلقنا «نيوم « ، وأطلقنا استراتيجيات «نيوم» ، وأطلقنا «مدينة نيوم ذا لاين « الرئيسية في «نيوم» ، وقريبا سنطلق استراتيجية مدينة الرياض، كذلك نعمل على استراتيجية مدينة مكة المكرمة، واستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وكل المناطق قادمة في الطريق حسب الفرص والممكنات فيها.
النمو السكاني
وبين سمو ولي العهد أن التركيز في النمو السكاني بالمملكة على مدينتين رئيسيتين هما الرياض ونيوم، أما بقية المناطق فنركز فيها على رفع الخدمات، وتحسين جودة الحياة، واستغلال الفرص السياحية وفرص الثروات الطبيعية وغيرها من الفرص، إلا أن النمو السكاني أقل تكلفة وأسهلها في الرياض ونيوم، فلذلك نعمل في الرياض بشكل جدي جداً.
أكبر مدينة صناعية في العالم
وأضاف سموه : الرياض لديها كل المكونات الاقتصادية للنجاح.. وسنعلن فيها أكبر مدينة صناعية في العالم، ولديها حاليا مدينة صناعة من أكبر المدن الصناعية مربوطة بشبكات طرق، وستربط بشبكات قطارات مع جميع أنحاء المملكة وموانئها، وجميع دول الخليج وموانئها، كما أن لدى الرياض آثار تاريخية كثيرة، مسجلة بعضها في»اليونيسكو» ، ولديها 7.5 مليون نسمة، ويوجد فيها إنفاق عال جداً ، ورؤوس أموال ضخمة، ولديها بنية تحتية تكاد تكون من أميز عشر بنى تحتية لمدن في العالم، وكل هذه مُمكنات تجعلنا نخلق نموا كبيرا جدا في مدينة الرياض. وقال سموه: هدفنا اليوم أن ننهي آخر تفاصيل استراتيجية الرياض ونعلنها في القريب العاجل لكي نطبقها على أرض الواقع ويستفيد المواطن السعودي من نمو الرياض، وكذلك المملكة العربية السعودية، والمنطقة بشكل أجمع.
الطلب يخلق عرضا مميزا
وأورد سمو ولي العهد أن خلق الحجم العالي للسكان في الرياض يعني خلق خدمات أكثر تميزاً.. وقال: لا يمكن أن نكون رائدين القطاع الصحي إذا لم يكن هناك طلب عال من 15 مليون نسمة إلى 20 مليون نسمة.. لا يمكن أن نكون رائدين في الخدمات إذا لم يكن هناك طلب عال من 15 مليون نسمة إلى 20 مليون نسمة.. الخدمات المميزة في العالم مثل طوكيو أو نيويورك أو لندن.. بسبب الحجم العالي من السكان الذين يخلقون طلبا قويا على القطاع الصحي وعلى التعليم وعلى جميع الخدمات.. فالطلب يخلق عرضا مميزا.. لذلك نحن نركز على الرياض بشكل رئيسي جداً لخلق هذا الطلب القوي.. لخلق عرض مميز لذلك .. وبلا شك تريد الرياض تطوير بنيتها التحتية بشكل أفضل، وتريد أن ترفع مستوى جودة الحياة سواء من التعليم أو البيئة، والرياض لديها مشاريع جبارة في البيئة، كالحديقة الرئيسية بثلاثة أضعاف حجم «السنترال بارك « ، لكن ليست هي الحديقة الوحيدة، بل هناك مئات الحدائق التي ستبنى في الرياض، وهناك برنامج الرياض الخضراء لزراعة ملايين الأشجار في مدينة الرياض مما سيؤثر على درجة الحرارة ما بين 1-4 درجات مئوية وعلى مستوى الغبار، وهناك محميات ضخمة حول الرياض لتحسين الوضع البيئي لمدينة ومنطقة الرياض، كذلك هناك مشاريع بيئية في المملكة سيتم الإعلان عنها لاحقا.
رفع أصول صندوق الاستثمارات العامة
وفي شأن رفع أصول صندوق الاستثمارات العامة من 400 مليار دولار إلى 1.1 تريليون دولار ما يعادل من 1.5 تريليون ريال إلى 4 تريليونات، أشار سمو ولي العهد إلى أن ذلك يتمثل في عدة مصادر، الأول يتمثل بتقييم الكثير من الأصول العقارية المسجلة في الصندوق، إذ يبلغ تقييمها الدفتري حالياً « صفر» ، فمثلا أراضي «نيوم « وهي بحجم بلجيكا، تقييمها الدفتري في صندوق الاستثمارات العامة «صفر» ، وأراضي مشروع «أمالا « وهي بمساحة بلجيكا أيضاً تقييمها الدفتري «صفر» ، كذلك أراضي مشروع البحر الأحمر وهي أيضا بمساحة بلجيكا تقريبا تقييمها «صفر» ، وأرض مشروع القدية في الرياض وهي بنصف مساحة دولة البحرين تقييمها اليوم «صفر «، وهناك العشرات من الأصول العقارية تقييمها الدفتري في صندوق الاستثمارات العامة حالياً «صفر» ، فعندما تُضخ الاستثمارات فيها سوف ينعكس هذا على قيمة الأصل نفسه مما سيرفعه إلى ما يزيد على 1.5 ترليون ريال، وهو مملوك لصندوق الاستثمارات العامة، أما المورد الثاني فسوف يكون هناك طروحات لأسهم أرامكو في السنوات القادمة، وسيتم تحويل النقد إلى صندوق الاستثمارات العامة ليعاد ضخه داخل وخارج المملكة لمصلحة الصندوق، والمورد الثالث هناك مشاريع خصخصة ضخمة جدا، والنقد الذي سيأتي من هذه المشاريع سيتحول إلى الصندوق وسوف يعزز قيمة أصوله، والمورد الرابع هو النمو الطبيعي لأرباح الصندوق والتي يعاد استثمارها، وهذا ما سيجعلنا نصل من 1.5 ترليون ريال إلى 4 ترليونات ريال - 400 مليار دولار إلى 1.1 تريليون دولار - في السنوات الخمس القادمة، ولا أعتقد أن هذا التحدي صعبا، وهذا الهدف سيتم تحقيقه دون أدنى شك وسوف نعمل على تحقيق ذلك.
أعد الجميع بمشاريع طموحة
واختتم سمو ولي العهد حديثه بالقول: أعد الجميع بأنه مثل ما قدمنا مشاريع طموحة في مدينة « نيوم « ، سوف نقدم في القريب العاجل تفاصيل مشاريع واستراتيجية مدينة الرياض، أيضا سوف نقدم باقي استراتيجيات مناطق المملكة وبعض مدنها التي ستكون طموحة ومفاجئة بشكل إيجابي جداً للسعوديين وللعالم.