تمثل قرية الخلف والخليف موقعًا تاريخيًّا ثريًّا بمباني التراث العمراني المميزة والجميلة.
تقع القرية في محافظة (قلوة) في منطقة الباحة، وهي عبارة عن موقعين لمدينتين متجاورتين، تفصل بينهما مسافة 2 كم فقط، عُثر فيهما على بقايا أحياء سكنية مختلفة، وكذلك بقايا مسجد الخلف مربع الشكل الذي تبلغ مساحته 324م2، ويظهر فيه الطابع التحصيني من حيث ارتفاع جدرانه وسماكتها ومتانة البناء. أما مسجد الخليف فقد اندثر، ولم يبق منه شيء يذكر.
ويتميّز الموقعان بالمقابر العديدة، وكذلك بالنقوش الخطية التي عُثر منها على 27 نقشاً شاهدياً، تغطي فترة زمنية تمتد من النصف الأول للقرن الثالث الهجري حتى النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، جميعها منقوشة بالخط الكوفي المتدرج من البسيط إلى المورق ثم المزهر.
وبحسب ما أظهرت نقوش جدران القريتين، فإن تاريخ عمرهما يعود إلى أوائل القرن الثالث الهجري، وتتوزع فيهما العديد من المنازل السكنية التي لا تزال بعض جدرانها قائمة إلى الآن، بينما تداعى الكثير منها؛ الأمر الذي جعل عددًا من أهلها ينقل بعض حجارتها المنهارة ليبني بها من جديد في مكان آخر أسفل القرية الأثرية.
وتضم القريتان العديد من المواقع الأثرية المتمثلة في الحصون والمباني القديمة، ومسجد الخلف التاريخي الذي يمثل نمطاً معمارياً فريداً من نوعه، وكذا وجود بئر دغيفقة التي تقع على بعد 100 متر تقريباً إلى الغرب من القرية بالقرب من سفح الجبل الذي تقف عليه قرية الخلف؛ فهي لا تزال قائمة، ولم تطمر، فيما غُطيت بحجارة ضخمة جداً، أُبقي لها فتحات لمعرفتها.