احتفى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتغنّى -ويحق له ذلك- بالمنجزات الإيجابية لمبادرته «تعلّم من منزلك» لدعم الطلاب والطالبات من ذوي الدخل المحدود لإعانتهم على أداء متطلباتهم التعليمية عن بُعد؛ إذ بلغت حصيلة الأجهزة التي تم توزيعها أكثر من 58 ألف جهاز حاسب لوحي (من 22 أكتوبر 2020م وحتى اليوم)، وتنوع توزيعها بين (20 محافظة على مستوى المنطقة).
رقم حقيقي ومفرح على مستوى منطقة الرياض، منحت المبادرة الحياة للواجب الوطني والمسؤولية المجتمعية، التي كادت أن تكون نسياً منسيّاً بفعل جائحة «كورونا»، التي مررنا بها منذ أكثر من سنة، وآثارها السلبية، وتضييقها على تحرك البشر، ومحاولتها جعلهم «مشلولين» من أية مبادرات!!.
رغم الأزمة أصبحت مبادرة «تعلم من منزلك» ميدانًا للتنافس والعطاء والتكافل بين المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال والشركات التجارية، وموطنًا للتعاون الذي لا يصل للأنانية القاتلة. والأروع أن القيادة الإدارية أُعطت ذوي الدخل المحدود؛ فانتعموا برعاية شؤونهم ومعايشة همومهم.
لم تكن المبادرة تلك التي حققت مستهدفاتها بعد الدعم المقدم من الصندوق المجتمعي الذي تجاوز الـ18 مليون ريال، إلا رسالة جديدة من سمو أمير منطقة الرياض بأن جائحة «كورونا» لن تعوق رسالته الذي يحملها لعموم المنطقة، وأن آثارها لن تجعله يحيد عن القيام بمهامه المناطة به تجاه الإنسان.
وكما كان قدَرُه أن تكون لإمارته مبادرات مثالية أثناء الجائحة، فإن قدَرُه أيضاً أن يكون شغوفاً بالمساهمة في صنع مستقبل أفضل للإنسان، يتخلل فيه الضياء آفاقه، ويسير به نحو مسارات المعرفة، بمبادرة تتجاوز عوائق الزمان والمكان والجائحة.
ربما لا يعلم كثيرون أنّ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض إبّان جائحة كورونا لم يتوقف لحظة، وكان سموه همزة الوصل بين المواطن والمقيم في المنطقة والقيادة الرشيدة، ليعود اليوم بالقدر ذاته من الاهتمام والإستراتيجية، ويحمل الأمل للطلاب ذوي الدخل المحدود بنحو 58 ألف جهاز حاسب لوحي ليختصر مسافات أبعد، ويحمل لتلك الفئة «سلاح العلم» الذي هو عمود البناء.
وإن إنسانيته التي برزت في هذه المبادرة وفي شتى المواقف التي عرفناها، تمدُّنا جميعاً بدروس مهمة في العطاء والتكاتف الإنساني، والتعامل الراقي مع مختلف أطياف البشر، وخاصة ذوي الدخل المحدود، فالتحضّر الحقيقي بأن يكون الإنسان بلسماً للآخرين، وعاملاً لزرع الابتسامة في وجوههم، وإشاعة السرور في قلوبهم، وتذليل الصعاب لهم لينطلقوا مبتهجين آملين.
وقد أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة على هذه الأخلاق الراقية، فأحَبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحَبُّ الأعمال إلى الله إدخال السرور على الناس، والكلمة الطيبة صدقة، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، ليكون الإنسان بذلك شعلة من القيم الحضارية التي تشع بإشراقاتها أينما كان.
المشاعر الوطنية للأمير «فيصل»، واعتزازه بمسيرة التعليم في وطنه، تداخلت مع المشهد العام للمبادرة، وقبل تفاصيل تدشينها بحضور الأستاذ حمد الوهيبي مدير عام التعليم في منطقة الرياض، وعدد من مديري التعليم في المنطقة، وممثل مؤسسة تكافل الخيرية، أمكن سمو الأمير -حفظه الله- أن يرى كيف استطاع وطنه التعامل مع ظروف «الجائحة»، وكيف أدارت وزارة التعليم الأزمة بألوان «منصة مدرستي» الموحدة، وبتفاعل وطني واحد متعدد الاتجاهات من قبل المعلم والطالب وولي الأمر، في ظل دعم قيادتنا الرشيدة -أعزها الله-، التي تجلت مع بدء اتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة لتجنيب المجتمع مخاطر «كوفيد - 19».
«تعلّم من منزلك».. هوية التعليم في ظل الجائحة، هي رواية الوطن الذي سرد أكثر من تحد، بين الأمير «فيصل» وحلمه بطلاب وطالبات يتعلمون ليصلوا للتفوق والإبداع، بإمارة «منطقة» تواجه التحديات وتحولها إلى فرص، بين الإنسان والتقنية، بين تنمية الإنسان وازدهاره، وبين كثير مما رأيناه في عيون المستهدفين من السعادة، إلى صورة قيادة هذا الوطن التي تشيع فينا مكارم الأخلاق وقيم الاحترام والدعم للإنسان والعناية به.