من تابع تصريحات سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان وجده يتحدث بهذه اللغة الصادقة أعني لغة الأرقام التي ميزت تصريحات سموه بالشفافية التي لم نكن نعهدها مما جعل العالم يتفاعل معها، لقد تحدث الأمير بكل أريحية وثقة ومعرفة وصدق ماذا تم.. وماذا اتخذ بشأن كذا وكذا.
فالسابق كان يخرج لنا المتحدث الرسمي وكأنه يمن علينا إطلالته البهية ويقرأ علينا بياناً مكتوباً مصاغاً بالعناية ومعتمداً على اللغة الوصفية الإنشائية التقليدية التي تتسم في زخرف القول وتنميق الكلمات، لقد انتهى الماضي ببداية عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، عهد التحديات وما شهده من تغيرات وتطورات ونقلة نوعية أحدثها ولي عهده الأمين الأمل الأمير محمد بن سلمان اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، كل هذا يجعلني أسترجع من تاريخنا الحديث ((شخصيتين هما الآباء الأوائل الملك المؤسس عبدالعزيز وشريكه الملك الصالح سعود طيب الله ثراهما)).
خاض الملك عبدالعزيز قرابة 30 عاماً حروبا في توحيد المملكة العربية السعودية وبعد أن منّ الله عليه بالنصر وتوحدت البلاد ونعم العباد بالأمن والاستقرار وبدء عصر النهضة بانتهاء الحرب العالمية، أدرك الملك عبدالعزيز بأن عهد الفرسان المقاتلين الأوائل انتهى ولابد للدولة من القيادة الشابة المتفتحة فدفع للأمير الشاب سعود بن عبدالعزيز ولاية العهد لمعرفته التامة بشخصيته بأنه سيكون رجل المرحلة المهمة لمملكته الفتية، وهذا ما أدركه تماماً مولاي خادم الحرمين الشريفين عندما دفع لولاية العهد للأمير الشاب محمد بن سلمان الذي اصطنعه على عينه وتتلمذ على يديه وتخرج من مدرسته وتعلم منه مبدأ الالتزام الذي يورث الصدق والشفافية والجدية والتفاني والحزم، وأهمية قراءة التاريخ الذي يورث الخبرة ويوسع الأفق من تجاربه وعبره.
المملكة العربية السعودية منحها الله عز وجل كل المقومات سواء على مستوى الموارد الطبيعية والمكانة الجغرافية والتاريخية أو على مستوى الموارد البشرية والكفاءات، إلا أن الفساد الذي انتشر في جسدها كما وصفه سمو ولي العهد كما السرطان جعلها تسير على بركة الله وحسن وصدق نوايا ملوكها وعلى خططهم منذ ستينيات القرن الماضي حتى أنعم الله عليها بهذا الأمير الشاب الذي نفض عن هذه الدرة المكنونة كل السلبيات برياح التغيير والتجديد والتطور لتواكب العصر ولازال يكافح أعانه الله وسدد خطاه ليسير بنا نحو المستقبل ولاتزال هناك بعض الأنظمة واللوائح تحتاج إلى إعادة النظر فيه، لذلك ينبغي علينا الآن وفوراً كشعب سعودي محب لبلاده وراهن علينا سمو ولي العهد -حفظه الله- أن لا نخذله بل الواجب الشرعي والوطني يحتم علينا القيام بثلاثة مهام رئيسية لمساندته وهي كالتالي:
- «المهمة الأولى» الدعاء لسمو ولي العهد بأن يرزقه الله البطانة الصالحة ويسدد خطاه ويحفظه بعينه التي لاتنام ويوفقه لما يحب ويرضا.
و»المهمة الثانية» أن نصطف خلف قيادتنا وثق في قرارات مهندس رؤيتنا.
و»المهمة الثالثة والأخيرة» أن نعمل بإخلاص وأمانة وجدية ونحارب الفساد كلاً في مكانه ومجال عمله على جميع القطاعات الأربعة (العام -الخاص -الغير ربحي- العمل الحر) من الوزير حتى أصغر موظف بل حتى الأسرة السعودية على امتداد الوطن ينبغي منها تعزيز هذه القيم في أبنائنا وبناتنا لنجعل مملكتنا الغالية التي ضحوا من أجلها الآباء وحددوا حدودها بالدماء تأخذ المكانة العالمية التي تستحقها.
في الختام أبو سلمان أنت نعمة ساقها ربي بوقتها.