محمد ناصر الأسمري
شيء مؤسف ما يحصل من مراسلات في واتساب في تجمعات قبلية مما يمكن اعتباره بلاهة متناهية الضرر والأضرار بما يمكن اعتباره أسراراً عسكرية
وقبل الاسترسال أود أن أشير إلى ما وصف به مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وفقاً لما نشرته صحيفة الوطن بتاريخ 7 يناير 3013 أن (إفشاء أسرار العمل أو المواقع العسكرية في المواقع المشبوهة أو مواقع التواصل الاجتماعي، بـ»الخيانة والغدر بالوطن وبالأمة أجمعين». في محاضرة ألقاها في مقر الحرس الوطني بالدمام، حين قال واصفاً (إفشاء أسرار العمل أو المواقع العسكرية في المواقع المشبوهة أو مواقع التواصل الاجتماعي، بـ»الخيانة والغدر بالوطن وبالأمة).
https://www.alwatan.com.sa/article/165926
والعجب بل الاستغراب إلى حد الاستنكار هو ما يتوالي من رسائل تهاني بترقية النقيب فلان إلى رتبة رائد ومباشرته العمل على الحد الشمالي أو الجنوبي موضحاً في التهنئة القبلية اسم الوحدة والكتيبة واللواء وغيرها مما يعد في علم المخابرات عملاً مفيداً للعدو المقابل في مواقع القتال ليلحق الضرر المادي والمعنوي بالمقاتلين.
بل لا يمكن إغفال احتفالات قبلية بترقيات أو تخرج ضباط من نفس القبيلة وتعلن أسماؤهم وهذا أيضاً عمل لا يفيد أكثر مما يضر، فجميع المتخرجين هم أبناء الوطن أياً كانت قبائلهم أو أصولهم وأعطي هنا مثالين عن الخداع في الحرب التي دارت بين مصر وإسرائيل عام 1967م التي انتهت بنكسة عسكرية ونفسية، لقد استغلت إسرائيل معرفة عدد كبير من ضباط وقادة القوات المصرية من خلال صفحات الوفيات في الصحف المصرية التي تنشر التعازي حيث ينشر إعلان التعازي من اللواء فلان إلى عمه العميد ساتر وإلى خاله اللواء بحري عثمان وأبناء إخوانه العقيد مسعود وأنسابهم اللواء صادق والعميد سامر والنقيب عماد وهكذا. وأظن أن هذا قد خف أو منع
حيث إنه في حرب أكتوبر 1973 م التي هزمت مرجعية الهزيمة النفسية والغطرسة الإسرائيلية وجيشها الذي قيل إنه لا يهزم حين عبرت القوات المصرية قناة السويس وحطمت خط بارليف.
فقد اتبعت القوات المصرية أساليب خداع أعمت القوات الإسرائيلية عن معرفة خطط القوات المصرية المقاتلة.
شكلت في القوات المصرية كتيبة سميت كتيبة الكسالى كانت تلعب الكرة ويغسل أفرادها ملابسهم الداخلية وينشرونها على الحبال مما ولد لدى الجانب الإسرائيلي شعوراً أن ليس لدى المصريين نية للحرب.
ووفقاً لما نشرته صحيفة المصري اليوم (الأربعاء 04-10-2017) يسترجع الجندي السابق بالقوات المسلحة، خلال حرب أكتوبر، علي معاذ، خطة الخداع كانت عبقرية، كان هناك فرقة تسمى «الكسالى» تسير على شاطئ القناة، وتلعب كرة يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، لاحظت حركة غير طبيعية، وكان معنا صول من الإسماعيلية اسمه «دسوقي»، قلت له إننى أرى حركة دبابات غير طبيعية، فقال لو صدر لنا أمر بالنوم فاعلم أننا سنحارب، وبالفعل صدرت الأوامر بأن نأخذ راحة، كي نستفيد منها فى العبور، أما الإسرائيليون فكانوا يرون ما يحدث تعبئة عادية فى الجيش، لأن القوات قامت بها أكثر من مرة».
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1200693هنا لعل التوجيه المعنوي وأمن القوات المسلحة واستخباراتها معنية بالتدخل لدى شركات الاتصالات لحظر أي مراسلات واتسابية من المجموعات القبلية وكذا منع نشر صور العسكر التي تكتب لهم التهاني.
حفظ الله بلادنا وأمنها وقواتنا العسكرية وأعلى شأن قيادتنا وأدام لها التوفيق.