د.عبدالعزيز الجار الله
وزير الصحة: «أصارحكم القول.. قد يحصل لدينا ما حصل للدول الأخرى من تفشيات لفيروس كورونا.. ونحن الآن في مرحلة صعبة جداً».
هذه تغريدة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، تحمل أوضح وأسطع وأقصى معاني التحذير قبل تفشي فيروس كورونا الموجة الثانية في بلادنا -حمانا الله وإياكم-، الذي لو تم -لا سمح الله-، تفشي الفيروس العنيد والقاتل، ستصبح المستشفيات عاجزة عند تقديم العلاج والخدمة الطبية، وربما -لا سمح الله- تصبح بعض مدننا مدينة أشباح إذا تساهلنا وتراخينا في عمل الاحترازات المشددة، وما نشاهده في دول العالم سنراه بأم أعيننا في بلادنا، لذا لا بد أن نأخذ حديث الوزير الربيعة مأخذ الجد والتحذير بدرجة عالية ومتقدمة.
نحن في الحياة العامة نعتقد دائماً أننا بعيدين وفي منأى عن إصابات حوادث الدهر، وهو شعور داخلي يعتقده البعض أن الكوارث من حولنا لا تصيبنا، كما أن بعض الأشخاص لديه قناعة شخصية راسخة أن بعض الأمراض مثل الأورام لا تصيبه، وحوادث السيارات وتشوهاتها الجسدية وإعاقتها أيضاً لا تصيبه، والموت المفاجئ والسكتة القلبية والدماغية لن تحدث له، هذا الشعور العام ربما يكرر في جائحة كورونا، أن ما يحدث في دول العالم لن يحدث له، رغم أن الكوارث في العالم الأول والأقوى في النفوذ السياسي والاقتصادي في: أمريكا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وهذه الدول هي مصنعة التطعيمات وجرعات كورونا، ورغم ذلك انهار النظام الطبي في بعضها، وما أصاب العالم سنة الرحمة عام 1919م بعد الحرب العالمية الأولى؛ الإنفلونزا الإسبانية، قد تعود وتتكرر عام 2021م وبأرقام عالية الوفيات والإصابات.
لذا يجب أن نكون مستعدين خلال الأشهر القادمة: رجب وشعبان ورمضان وحتى شهر ذي الحجة وبداية السنة الجديدة 1443هـ الموافق فبراير وحتى نهاية أغسطس 2021، وبخاصة مواسم الحج والعمرة وزيارات المسجد الحرام والمسجد النبوي والعطلات والسياحة الخارجية والداخلية ومناسبات الربيع والصيف، لأنها مرحلة صعبة جدا كما ذكرها وزير الصحة، بلادنا تتهددها المخاطر، خاصة مواسم العمرة والحج، وعلينا أن نكون جاهزين في المرحلة القادمة لتطبيق الاحترازات والحذر، والتقيد بالأنظمة.