عبدالعزيز مهدي العبار
الموسيقى لغة ولها أحرف وحركات وزمن، وتعتبر اللغة الأسهل والأكثر استخدماً في العالم، ولكن هل يعلم البعض أنها علاج والسلاح الأقوى تأثيراً على هذه الأرض؟
للموسيقى تأثير إيجابي على صحة الإنسان، إذ إن سماع الموسيقى يحرِّك الدورة الدموية وتدفّق الدم إلى الدماغ، ويساعد على تحسين المزاج، حيث يقوم الجهاز العصبي بنقل الإشارات إلى المخ ويقوم بإفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة والرفاهية؛ والإنسان المرهف قد يُصاب بالقشعريرة عند سماع مقطوعة موسيقية قد لا تتجاوز مدتها ثانيتين، وهذا بسبب كمية الهرمون الذي تم إفرازه وقوة الإشارة المرسلة من الجسم للدماغ والعكس.
للموسيقى دور فاعل في علاج المصابين بالزهايمر وأورام الدماغ وإزالة الألم، إذ إن الحركة الديناميكية والرتم الموسيقي والزمن والنغمة أو ما يُسمى المقام وكيمياء الموسيقى، عامل رئيسي وأساسي ويعتبر علاجاً فاعلاً لكثير من الحالات التي لم يستطع الطب التقليدي علاجها.
تعتبر الموسيقى سلاحاً قوياً وهي لغة وحروفها التي تكتب على السلم الموسيقي هي:
(دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي او تي) ويقابلها باللغة الإنجليزية (G, F, E, D, C, B, A) حركاته وزمنها الإيقاعي هما الأساس في بناء المقطوعة الموسيقية وتُسمى مازورة.
والموسيقى هي عبارة عن سؤال وجواب بين النغمات تكون متجانسة مع بعضها البعض حسب كل ثقافة وموروث البلد، فالعرب لهم الفضل في كل شيء، من علوم وطب وثقافة وفنون متعددة وفلسفة وانثروبولوجيا، إذ إن تاريخ الموسيقى بدأ حين اكتشفت آلة العود والتي انطلقت من المشرق العربي، وهي الآلة التي يعتمد عليها الموسيقيين منذ ذلك الزمان حتى يومنا هذا، حيث تحتوي على خمس أوتار وهي مسارات كتابة النوتة الموسيقية أو السلم الموسيقي في وقتنا الحاضر، حيث تكتب الأحرف السبعة على وبين تلك الأسطر الخمسة ومنها اكتشفت الآلات الوترية الأخرى والتي نراها اليوم كان أساسها العود والمكتشف منذ أكثر من 5000 عام.
تعتبر الموسيقى والمؤثّرات الصوتية في الأفلام أهم من الفيلم نفسه، إذ إن الصوت له تأثير ودور كبير على المشاهد وجعل الصورة أكثر تعبيراً وجمالية ويعطيها روحاً وطابعاً خاصاً حسب سيناريوهات الأفلام والشيء الذي يجب أن يذكر هو أن الملحقيات الثقافية الأمريكية تستخدم الموسيقى في التعريف عن الثقافات المتعدِّدة فيها والتقارب بين الشعوب والشعب الأمريكي وتدفع لذلك ميزانية كبيرة جداً لاستضافة مثل هذه الفعاليات في القنصليات والسفارات والمهرجانات التي تقيمها للزوار والسياح والطلبة الأجانب على الرغم من أن الولايات المتحدة دولة أغلب سكانها من المهاجرين من كل دول العالم وتختلف ثقافاتهم وألوانهم وموسيقاهم.
نعم، الموسيقى سلاح وقوة ناعمة، تستخدم منذ أكثر مئات السنين، فهل حان الوقت أن يكون لها مكان في مجتمعنا المليء بالألوان والإيقاعات الشعبية؟ والتي اندثر بعضها، ومع وجود الآلات الاصطناعية والمسماة virtual instruments سوف تختفي تماماً مع الوقت إذا ما تم تشجيعها ودعمها وإحيائها من جديد وتطويرها ليس كثقافة وتراث وموروث فحسب، بل إدخالها في الطب التكميلي والبديل رسمياً.
** **
- أمريكا