رمضان جريدي العنزي
الفرق كبير بين شجرة التفاح وشجرة العوسج، وبين شجرة البرتقال وشجرة الحنظل، وبين شتلة الورد ونبتة الصبار، وكذا البون شاسع بين الطريق المستقيم والطريق الأعوج، والخط المستقيم والذي به منحنى. إن الرجل المستقيم يختلف جذريًّا عن الرجل الأعوج؛ فالأول حياته مليئة بالعقل والحصافة والتوازن والاتزان، والثاني حياته مليئة بالغلو والتطرف والتكبر والعناد والحماقة. إن الرجل المستقيم لا يأتي منه سوى الخير والسعادة، بينما الرجل الأعوج لا يأتي منه سوى الشر والتعاسة. الرجل المستقيم حكيم هادئ ثقيل ومتزن، بينما الرجل الأعوج صاخب انفعالي كثير النقاش والجدال. الرجل المستقيم تستهويه وتأنس له وتطلب وده وقربه، بينما الرجل الأهوج الأعوج تنفر منه، وتبتعد عنه، ولا تود قربه. الرجل المستقيم وردة، وقرص عسل، ودالية عنب، بينما الأعوج مرارة وشوكة وحقل ألغام. الرجل المستقيم صاحب عقل فخم، لديه حصافة وإدراك، بينما الأعوج عقله صغير، وليس لديه حصافة ولا إدراك. إنَّ الرجل المستقيم حقيقته واضحة وجلية، إنْ تحدَّث صدق، وإنْ وعد أوفى، وأنْ ائتُمن لا يخون، بينما الرجل الأعوج حديثه كذب، وجوفه فارغ، وتنظيره باهت، ليس عنده علم ولا معرفة، مبادئه زائفة، وقيمه من خشب، وصدره ليس صندوقًا مقفلاً. إنسان سطحي هروبي انسحابي ومهزوم. الرجل المستقيم مثل الريح الهادئة اللطيفة، والعطر والندى، بينما الرجل الأعوج الأهوج مثل الريح الشديدة العاصفة، لا تُبقي ولا تذر، لا يحسن الكلام، ولا يحسن التعامل، ولا ينفع بشيء. الرجل المستقيم كالأسد الذي يُهاب وإن كان رابضًا، واثقًا من نفسه ومبادئه وقيمه، لا يتغير، ظاهره كباطنه، ما عنده شدة ولا مكابرة، لكن عنده رفق وملاينة، بينما الرجل الأعوج جمر متقد، ونار مستعرة، وعنده أمراض وعلل. الرجل المستقيم تجده دائمًا فرحًا مسرورًا، بينما الرجل الأعوج تجده مهمومًا منكسرًا حسيرًا. الرجل المستقيم ودود وعاقل، لا خوف منه ولا توجس، بينما الرجل الأعوج عدو لدود، يجلب الأسى والوجع.
في المحصلة النهائية: لا يوجد أدنى تشابه بين الاثنين ولا تقارب؛ فالطريق الوعر يختلف جذريًّا عن الطريق السهل، والمنحنى ليس كالمستقيم.