فهد بن جليد
أرباح كوب القهوة تراوح بحسب المختصِّين ما بين 15 - 25 في المائة من القيمة النهائية للكوب التي يدفعها المُستهلك، الباقي ينقسم بين تكاليف (مواد التحضير الأساسية، فواتير الكهرباء، رسوم البلدية، القيمة المضافة)، وتكلفة الإيجار، ورواتب الموظفين، قد تختلف هذه القسمة من مكان لآخر، الكل لديه هاجس خفض تكلفة كوب القهوة التي يدفعها يومياً، بالمُشَاهدة -حسب المحيطين بي- قليلون نجحوا في ذلك، بينما الأغلبية حاولوا فزادت خسائرهم، عندما دفعوا قيمة (ماكينة تحضير القهوة) خصوصاً أيام الحجر المنزلي -بسبب كورونا- وأصبحت اليوم من قطع الأثاث ومستلزمات الصوالين والمجالس في البيوت، لأنَّهم ببساطة عادوا لشراء كوب القهوة حسب روتينهم اليومي، لذا نصيحتي لا تحاول شراء (ماكينة تحضير قهوة) الآن مع قرار تعليق الجلوس في المقاهي، حتى تتأكد تماماً من معرفة نوع (علاقتك بالقهوة)؟ ومن أي الشرائح أنت؟.
من خلال لقائي بشرائح مُتعدِّدة من رواد المقاهي، أستطيع تصنيفهم إلى أربعة أنواع (عشَّاق حقيقيون للقهوة) هؤلاء لا يتجاوزون -في تقديري- 15 في المائة، سيأتون لأي مكان يقدم قهوة مختصَّة لأنَّهم يهتمون بنوع (البُّن) وطريقة التحضير أكثر من أي شيء آخر فهم يشترون الكوب لأمزجتهم، مُطاردو الموضة وعشَّاق الديكورات من المُتأثرين بالإعلانات، وبمشاهير التواصل الاجتماعي وهؤلاء -في تقديري- يمثلون 50 في المائة، الطعم لا يفرق لديهم كثيراً فهم يعتنون بشكل الكوب و(لوكيشن) التصوير وأنواع الإضافات، من يدخلون المقاهي للقاء الأصدقاء وعقد الاجتماعات بعيداً عن روتين المكاتب، وهؤلاء لا يتجاوزون -في تقديري- 20 في المائة فهم مجبرون على زيارة المكان بقصد المُجاملة ولهدف مُحدَّد، بقي 15 في المائة من رواد المقاهي هؤلاء ينقسمون -برأيي- بين من يعيشون ذكريات المكان وطيف الأصدقاء فزيارتهم مربوطة بالحنين للماضي، وبين من يزورون المقهى لتمضية وقت الفراغ والاسترخاء قبل موعد قريب، والاستفادة المجانية من مرافق المكان (التكييف، التلفزيون، دورات المياه، مكان للجلوس، خدمة الواي فاي، الشعور بالحياة وسط الناس.. إلخ) فهم يدفعون مقابل (المرافق) لا كوب القهوة.
في المملكة أكثر من 127 مقهى، ليست كلها لأمزجة عشَّاق القهوة، فهي من بين الفضاءات الترفيهية التي تتحكم فيها الأجواء، والإضافات والنكهات، والحلويات والمعجنَّات، بل هناك من يدفع فاتورة مبالغ فيها، فقط ليتم احتسابه وضمّه لفئة وشريحة رواد الـ5 نجوم من الجنسين.
وعلى دروب الخير نلتقي.