د. خيرية السقاف
وإن داهمت المرء حيرة الجهل فإنه في مواجهة ذات هي هو فيها!.
منه وإليه وعنه!.
التحدي الأكثر تقريباً له منه أن يرى جوَّانيَّته بتفاصيلها...
حين يراها قد لا تكون بكل الوضوح الذي يهديه مباشرة،
فالحياة التي يعيش نبضاتها، تتفاعل مآربها شاء أم أبى مع دقات وقتها..
وبصماتها وهي تخزِّن على مدار حركة الزمن الذي يعبر به كل ما تحمله ريح المحكات المتوهجة متى، وكيف يعبر هو لحظةً لحظةً مع نبضها فيه، وحركته فوق أديم دنياها..
عليه حينها أن يفتح عيون كل مضمون فيه يحس، يفكر، وعنه ليفعل..
لكن الإحساس لا يكفيه مؤونة دون تفكير،
ولا يهديه وعياً دون إدراك،
ولا يمكِّنه أن يفعل دونهما..
عندها هو في مواجهة ذاته فيه،
تحدِّيه الأزلي إن كان مريداً أن يكون فاعلاً متفاعلاً،
زارعاً حاصداً،
مانحاً وماتحاً..
حيرة الجهل لا تتبدد دون أن يكون الأقرب إلى هذه الذات هو..
في المشهد البشري الراهن على سطح الأرض
ابن الأرض
ربما يحتاج ابن الحياة الإنسان، مطلق إنسان أن ينزل ساحة الذات
ليواجه ما بينهما من تحديات!!..