عبده الأسمري
إلهي العظيم.. تتجلى أنعمك في آفاق الوضوح وتتعالى نعمائك من أعماق الروح.. فأكرمنا بشكرك وأعنا على ذكرك.. حتى نكون من الشاكرين الذاكرين الحامدين لك الناكرين لخفايا النكران والمهللين بعطايا العرفان أمام جلالك وتحت ظلالك.
تحيط بنا الغفلة فمن يزيح هذا الجهل الآدمي سوى ذكرك.. وتستولي علينا «الأنانية» فمن يزلزل هذا التجاهل البشري غير تدبيرك.. فأسبغ علينا بأقدار تجعلنا في دوائر «الفكر» وتنقلنا إلى بصائر «التفكر».
اللهم إنك تعلم «خشيتنا» فامنحنا «تذكرة» التدبر التي تجعلنا في «متن» الذل والخضوع والخشوع أمام كبريائك وعظمتك وانقلنا من حدود «ضعفنا» إلى ساحة «قوتك» التي تمنحنا القدرة على مواجهة «أقدارك».
إلهي وسيدي ومولاي.. اللهم إن بيننا محروم ووسطنا مضيوم وحولنا مهموم فأنزل «سكينتك» وانقل عبيدك المبتلين من ضيق «الحرمان» إلى أفق «الاطمئنان» وامنحهم لذة «السلوان» وبهجة «الأمان» في ظل عطفك يا «حنان « يا «منان».
إلهنا العظيم.. اللهم انه لا طاقة لنا في مواجهة البلاء ولا حيلة لنا في مجابهة الوباء.. وأنت العليم بذلك العجز الذي داهم خلقك وهذا الضعف الذي هزم عبيدك والجند جندك والكون كونك والأمر أمرك، اللهم فأنزل إعجازك الذي تتعجب منه «الخلائق» وتعجب منه «المخلوقات «في لطف خفي يزلزل الأرض بما رحبت بفرح علني يعيد للعالم اتزانه وللاستقرار ميزانه.. فالدرس معتبر والمصير منتظر.
إلهنا.. اللهم إن في أرضك أطفالاً سكنهم «المرض» فزعزع الطفولة ونزع الفرحة وتسلطت الأعراض على أجساد «ضعيفة» تشكو أدنى المتاعب، اللهم فرحمة تطفئ نار الألم وتقشع غمة الضيم وترسل بشائر الشفاء.
اللهم إنك قد أنزلت في كتابك آيات كريمات مبينات قوامها «العطف» ومقامها «اللطف» وقيمتها «الوصف « بأنك رؤوف رحيم وان رحمتك وسعت كل شيء. اللهم لا تعذبنا ونحن في ظلال رحمتك ولا تذلنا ونحن تحت جناح عزتك ولا تضعفنا ونحن خلف لواء قوتك.
إلهي.. اللهم إنك مالك الإجابة فاقبل منا الإنابة التي تقينا من الكآبة التي احتلت ذواتنا وليس لزوالها سوى أمرك بأن نثبت في مواجهة موجات «الخذلان» ومجابهة أمواج «الحرمان».. اللهم فأنزل علينا القول الفصل بأن نكون في مسارات «التائبين» وفي مدارات «المنيبين».
إلهي.. تجتاحنا لحظات اليأس تحت وطأة «اجتياح» وبين موطئ «احتياج» في دروب «الأمنيات» فامنحنا «الجد» الذي يصلنا إلى «الرشد» في ميزان قويم بين مطالب الحياة ومتطلبات النجاة.
إلهي وخالقي.. كفلتنا بالمن بكل «عدل وإنصاف» فامنحنا واجب الامتنان بكل «عقل واعتراف» حتى نكون من اللاهجين بالشكر والمناجين بالذكر.. واكتب لنا «العرفان» الذي يوازي فضلك يا معطي يا وهاب..
يا إلهي تواجهنا الظروف فنرى حجم «قدراتنا» أم «أقدارك» وبين «اقتدارك» فاكتب لنا من «المعروف» ما ينقلنا من غيابة «الاضطرار» إلى مثابة «الانتصار» بين ثنايا «لطفك» وفي عطايا «عطفك» فما نحن سوى ضعفاء نسقط بالبلاء ونضعف بالابتلاء فأكرمنا بالقوة التي ننال بها حظوة «رضاك» وننجو بها من سطوة «غضبك».
أيا رب السموات والأرض.. اللهم إن هنالك أحباباً وأصحاباً انتقلوا إلى رحمتك.. وباتوا في ذمتك.. اللهم إنهم ماكثون في ثرى « أرضك « وماثلون أمام حضور «حسابك» فنجهم من «عقابك» ونجهم من «عذابك « وأكرمهم بالضياء الذي ينير «ظلمات» القبور وأعطهم الأضعاف من «الأجور» في أعمال كانت في دوائر غيبك وستظل في مصائر «علمك».
إلهنا وخالقنا.. تمر علينا «السنون» ما بين متون «الفرح» وشؤون «السرور» وشؤون «الألم» وشجون «الحزن» وهي حكمتك التي تعلمنا منها منحة الصبر بعد محنة القدر.. وسرنا بها على ضوء «الفرج» بعد ظلمة «الضيق»..اللهم باسمك الأعظم وبقدرك العظيم أن تجعلنا أحب عبادك إليك وأقربهم منك وأنفعهم لديك.. وأن تقينا وتجنبنا كل البلاءات وان تقدر لنا من الغيبيات ما يبهج «الخواطر» وينقي «السرائر» وان تمنحنا لذة «الطمأنينة» وان تهبنا ملذة «السكينة» في كل فعل وقول يملأ صفحات أعمالنا بالحسنات ويختم آجالنا بالصالحات.