خالد بن حمد المالك
في فاجعة جديدة، وخسارة مفاجئة، ووفاة لم نكن جاهزين لتوقُّعها، توفي زميلنا الحبيب صلاح مخارش، إثر نوبة قلبية مفاجئة، بينما كان قبل توقُّف نبض قلبه بسبع ساعات يرسل الرسائل والتغريدات لمحبيه وأصدقائه وزملائه، وهو في كامل عافيته وصحته.
* *
مات صلاح بينما كان يعمل بهمة ونشاط، ولكنها الأقدار، وإرادة الله، ويومه الأخير في هذه الدنيا الفانية، مستكملاً سنوات عمره ورحيله إلى دار الخلود، بعد سنوات أفناها في العمل والكفاح، وليكون وداعه للحياة الفانية بهذه الصورة التي مسح حزنها إيمان الأهل والأقارب والأصدقاء وكل من كان على معرفته بالزميل العزيز بأن هذا قضاء الله وقدره.
* *
كان صلاح مخارش ودودًا، محبًّا، على جانب من الخلق، وصاحب ابتسامة لا تغيب، وكلما ذُكر اسمه ذُكر بالخير والثناء، وكلما كان الحديث عنه كان هناك إجماع على أننا أمام كلمة (إنسان) مقرونة باسمه بمعناها ومحتواها وما ترمز إليه من صفات؛ فقد كان الفقيد خليقًا بها، وصاحب توافق معها.
* *
عمل صحفيًّا في صحيفة الجزيرة أغلب سنوات عمره متنقلاً بين أقسامها ودروبها؛ فأثرى بنشاطه الميداني صفحاتها، وأضاف لها مع زملائه ما ميّزها، وحين قرر أن يستريح استراحة المحارب لم يقطع صلته بصحيفة الجزيرة وزملائه فيها.
* *
فوداعًا للرجل الإنسان، زميلنا الفقيد صلاح مخارش، وإلى جنات النعيم، مع أخلص التعازي لأسرته والأسرة الصحفية على امتداد الوطن؛ فالخسارة كبيرة، والصدمة بوفاته أكبر. وما يعوض عن كل ذلك هو الدعاء بأن يجعل مسكنه في عليين، ويتقبله الله تقبُّل الصالحين. عظّم الله أجر أهله وذويه ومحبيه. لله ما أخذ، وله ما أعطى. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.