ـ الكتّاب المتخصصون في رسم الشخصيات الكوميدية بالمسرح، يعتبرون هذه الشخصيات بصفاتها المرحة، تساعدهم في بث أجواء الكوميديا في مسرحياتهم التي يكتبونها، فغالباً ما يلجؤون الى استحضار هذه الشخصيات كتابياً من الطبقة الفقيرة، حيث في الغالب ما يكونون ظرفاء، لا سيما بتعليقاتهم على أفعال الأغنياء، فمثلاً موليير رسم شخصية البخيل أرباجون في مسرحية (البخيل) ومدعي الطب سجاناريل في مسرحية (الطبيب رغم أنفه) ومدعيات العلم في مسرحية (النساء العالمات) والشخص الموهوم بالمرض في مسرحية (مريض الوهم)، كذلك الكاتب الانجليزي الشهير شكسبير، رسم الشخصيات الكوميدية في بعض مسرحياته، كشخصية شيلوك البخيل المرابي الحقود في مسرحية (تاجر البندقية) وبرناردشو نرى في بعض مسرحياته الكوميدية شخصية الفتاة الثرثارة الظريفة دوللي في مسرحية (عائلة من مادييرا)، وفي المسرح العربي نرى كثيراً من المسرحيات الكوميدية وجود شخصية الكوميديان، حيث رسم توفيق الحكيم الشخصية الكوميدية بمسرحية (رصاصة في القلب) وفي مسرحية (العش الهادئ) أرانا توفيق الحكيم عدة شخصيات كوميدية، كالمنتج الذي لا علاقة له بالسينما ويدخلها من باب الرغبة في الربح أو لعشقه ممثلة معينة، والفريد فرج استعان بالشخصيات الكوميدية في مسرحياته، مثل شخصية علي جناح التبريزي الشاب المسرف الذي يستهويه عالم الخيال ويكذب ليتسنى له العيش في ذلك العالم ، وذلك في مسرحية (علي جناح التبريزي وتابعه قفة) وفي مسرحية (حلاق بغداد) صور لنا حلاقًا ثرثارًا فضوليًّا هو أبو الفضول، ولا ننسى الكاتب المسرحي علي سالم في مسرحيتة الشهيرة عربياً (مدرسة المشاغبين) حيث جعل اغلب شخصياتها ذات انماط كوميدية، وغيرهم كثير من كتاب المسرح العربي من الخليج للمحيط، لكن على المستوى المحلي لم يظهر لنا كاتب متخصص في كتابة الشخصيات الكوميدية بمسرحنا، برغم وجود ممثلين على مستوى كبير في أداء الشخصيات الكوميدية، وهم شخصيات كوميدية بطبيعتهم، مثال ناصر القصبي، راشد الشمراني، خالد سامي، فايز المالكي، يوسف الجراح، بشير غنيم ، عبدالمجيد الرهيدي، حبيب الحبيب وعلي الشهابي.
ـ تدوينة: الشخصية الكوميدية في المسرح هي شخصية نامية تتطور بتطور العمل الفني ونموه وتصاعده، ولا تكتمل صورتها ونختزنها ونحبها في أذهاننا إلا مع نهاية وبعد العمل.
** **
- مشعل الرشيد