مطر غزير
وأعاصير..
ظلام دامس
وريح ذات صرير..
أصوات طلقات البنادق والتفجير..
خوف مريع قابع في الأسارير..
فها هو يصحو..
يصحو خائفاً من تلك الأصوات!
إنه ذاك الصغير..
لا تدري كيف تمسح عن سحنته الخوف والسعير..
وباقي أطفالها
يكتسون بشجاعة بها تستنير..
وسؤال
يقبع في داخلها:
أهناك مداهمة أم تصطبر؟!
عن الإجابة تستدير..
فحبيبها
بعيد بعيد...!
يسري كالبرق يومض.. وينير..
أقض مضجعها الخوف!
وأثقل كاهلها..
مسؤولية بها القلب أسير!
فباتت ترثي شوقاً وحنيناً،
بخيوط الخوف..
والتوتر..
الكثير.. والكثير..
تاقت لهفةً لمرفأ
ترسو برأسها على أعتابه
لتذرف الدمع الهمير..
فيفاجئها
صهيل خيله من البعيد
ليقترب رويداً.. رويداً
وهي ترنو عبر الظلام لظله المثير..
يزداد صوت قرع الحوافر
فترتجف الأسارير..
وتتراكض لذاك الباب..!
فترتشف بعطر الأنفاس
تقترب
وتنتثر في الأثير..
سمفونية الانتظار
تتهادى لها
مع صوت الرعد الهدير..
فتشرق شمس جسر دارها
على ضوء شمعة صغير..
ويقترب الأمان منها
ليحط على ظلام شطها
كقمر منير..
لتقرع طبول الفرح
والسكينة
جرس الدار
فتزقزق مبتهجة تلك العصافير..!
وتتفتح زنابق الحب
وأزرير صباح العشق..
ليملأ الكون
عطر الأزاهير..
يضمها
بين بذراعي عينيه
لتتهادى برأسها المثقل
بالخوف
والآلام
على ذاك الغاب الخضير..
لترتشف القوة
من عرض منكبي نظارته
فتصمت..
وروحها تستجير!
فتسكن براكين الخوف
وتبكي الأحاسيس..
فتخلد برهة
لينطلق من سراديب خوفها
ذاك الزئير...
فتبتلع اللوعة
والآلام
ليمسح دمعها
عسل عينيه المنقطع النظير..!
ويلثم جبينها
وقد أفضى بحنان
جعل الكون في ناظريها
صغيراً.. صغيراً...
ولأول مرة
في عمرها
تعيش الأمان
وتجعل الخوف وضيعاً حقيراً..
لأول مرة
غفت عينها
على صدر عينيه..
فتناست لبرهات
ذاك الخوف المسجى بالأساطير..!
من قبل الحروب
والظلام
تفشى بوباء مرير!
لأول مرة
تحلق في سماء الأمان
مع العنادل والعصافير..
ولطالما عاشت
مؤمنة
متيقنة
بأن الله على كل شيء قدير..!
كانت منذ تسع سنوات
مكتوبة
ما بين أساطير قلبي
وكلما حمدت ربي
آليت إلا أن يستشعر تلك النعمة
من به قلمي يُنير...
** **
- ندى عدنان الحافظ