أكثر الأمور التي تشغل الإنسان منذ نشأته هو (الحياة) لغز الألغاز، الكلمة المتعددة الأوجه والاستخدامات!
ولطالما كثرت التساؤلات وبعدها الإجابات دون انتهاء.. من مختلف بقاع الأرض وسحيق الأزمنة.. فلاسفة، متدينون، علماء، شعراء..
ما الذي يجعل لحياتك معنى؟
الحب؟ الأمان ؟ المال؟
أم العائلة والأطفال؟ أم الشعور بالنجاح والانتصار والقوة؟
* *
لعل هذا التساؤل أثار فضولي أيضًا فوقعت عيني على أجمل كتب ويل ديورانت وهو كتاب: عن معنى الحياة..
ويل الذي أمضى خمسين عاماً في تأليف كتاب واحد وهو قصة الحضارة شاركته في تأليفه زوجته اريل ديورانت.
إن هذا الفيلسوف العبقري قام بكتابة رسالة وخط فيها التساؤلات التالية: «امنحني لحظة من وقتك تخبرني ما معنى الحياة لك وما الذي يجعلك تستمر فيها؟ ما العون الذي تقدّمه لك الروحانيات؟ ما مصدر إلهامك وطاقتك وكفاحك؟ أين تجد عزاءك وسعادتك، وأين تكمن حصيلة حياتك كملاذ أخير».
قام بإرسال هذه الرسالة إلى 100 وأكثر من أبرز الشخصيات في الحياة تختلف مناصبهم بين سياسيين ومؤرِّخين وضباط وصانعي أفلام ورسامين، وتنوَّعت إجاباتهم بين التفاؤل والتشاؤم والأمل وخيبة الأمل، ومنهم من طالب بإعفائه من الرد لخوفه على مكانته وسمعته، إلا أن رسالةً واحدة كانت الفارق والأجمل قد حملت معنى مختلفاً في الحياة وصلت رسالة ويل ديورانت إلى سجن سينغ سينغ في نيويورك إلى السجين اوين سي ميدلتون محكوم بالسجن المؤبد ذكر السجين في رده برسالة مطولة التالي: «الحقيقة تخبرنا بأن السعادة هي حالة من القناعة ذهنية يمكن الحصول على قناعة كهذه في جزيرة نائية أو في بلدة صغيرة أو في شقة في مدينة كبيرة، يمكن العثور عليها في قصور الأغنياء كما في أكواخ الفقراء.
لا يسبب الاحتجاز في السجن التعاسة ولو كان الأمر كذلك لكان جميع الأحرار سعداء، كذلك لا يسببها الفقر ولو كان كذلك لكان جميع الأغنياء سعداء».
لعلي وجدت في رسالته عالماً آخر ومفهوماً مختلفاً عن الحياة، وفي كل مرة أقرؤها كأنها المرة الأولى. إن هذا الكتاب ينقلك في رحلة فضاء واسع مليء بالمشاعر الجميلة.
ستبحث بين تلك الرسائل لتجد تلك الرسالة التي تشبهك وستقوم بالتساؤل عن معنى الحياة.
هو السؤال الوحيد الذي لن تجد له إجابة شافية كل شخص قام بإنشاء معادلته الخاصة لمعنى حياته قد يحتمل هذا المعنى الخطأ والصواب في طياته ما قد يعني في حياة فلان قد لا يعني لك شيئاً على الإطلاق.
لا تغرق نفسك في البحث عن الحقيقة والمعرفة، كلما بحثت أكثر اقتربت من الجنون، انظر إلى نفسك بالطريقة التي تساعدك على تخطي أزماتك والوصول إلى أهدافك والاستمتاع برحلة معنى حياتك.
** **
- سديم العمري