د.فوزية أبو خالد
رحم الله الابن الشاب محمد بن عصام الخميس، ابن السيدة الصبورة السامقة حنان الكريديس، وشقيق الكاتبة اليافعة المفعمة بالعمق والعنفوان لبنى الخميس، وسليل الشاعر والمؤسس التنويري لهذه الجريدة أ. عبدالله الخميس. فقد كان الشاب محمد -رحمه الله- رغم إرثه المعرفي الثر نسيج وحدة، متقدمًا على عمره، استطاع ولم يبلغ الثلاثين وقد عاش قبل عمر العشرين حرقة انخطاف والده، أن يكتب قولاً وفعلاً قلمًا وحضورًا ميدانيًا أسطورة لجيله من الشباب بما سيحفظ بصمة محمد وصورته رمزاً في ذاكرة الوطن لقدرة الشباب السعودي. فمحمد وإن رحل باكراً جداً فإنه لن يغيب بسيرته وأثره -بإذن الله. وفي مقام هذا الفقد الجلل الذي جلل كامل البلاد يوم الجمعة الماضي بحزن عميق على رحيل محمد المفاجئ وبالدعاء له لا نملك إلا مزيدًا من الدعاء له كما لا نملك إلا الدعاء للسيدة حنان وتقديم أحر العزاء لتلك الوالدة الجريجة ولشقيقاته وأشقائه ولكل أسرة الخميس الكريمة، والعزاء لصديقتي العمر ومشتركتي العمل والقلم أ. أسماء الخميس وأ. أميمة الخميس، ففقدهم عزيز وموجع ولا نقول إلا أنه لم يسبق إلا بيومه، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. رحم الله محمد وجبر أم محمد جبراً عظيماً بما أنثنت على جرحها العميق وبما ضربت من مثال الصبر والاحتساب.