أحمد بن عبدالرحمن الجبير
عدة إجراءات اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لمواجهة أزمة كورونا، وعدم التأثير في أسعار النفط وأثبتت المملكة بأنها فاعل رئيس باقتصادات النفط العالمي، فعندما وجدت شركات النفط فرصتها خفضت المملكة الأسعار، وخرجت هذه الشركات من السوق.
والمملكة لاعب رئيس في «أوبك»، وقد حقق لها ذلك علاقات توازن استراتيجي، وتعاون كبير مع دولة روسيا، التي سمحت للرئيس بوتين التأكيد على أن علاقته بسمو ولي العهد السعودي علاقة استراتيجية، ولهذا كانت الاتصالات، والتنسيق السعودي الروسي ثمرة لسياسات سمو ولي العهد الأمين، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لجميع الإجراءات، والتدابير التي اتخذتها المملكة.
كما أن سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أدار أزمة النفط بنجاح، وقاد كثيراً من المفاوضات مع عديد من الدول للتوصل لاتفاق لخفض إنتاج النفط، والتي انتهت بإجماع المنتجين على خفض الإنتاج، حيث عاد التوازن، والاستقرار للأسواق العالمية، فالسياسة النفطية للمملكة تمثل عامل استقرار، وتوازن لأسواق النفط العالمية.
أكد ذلك معالي وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان -حفظه الله- في كلمته في الندوة الحادية عشرة لتوقعات مستقبل الطاقة، وتعديلات الإنتاج للدول المنتجة لمنظمة أوبك، والدول المنتجة من خارج «أوبك»، والتي حصلت على الدعم الكبير في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الطاقة لدول مجموعة العشرين في العاصمة الرياض العام الماضي خلال قيادة المملكة للقمة.
وقال إن المملكة تفخر بكونها إحدى الدول الرئيسة التي أسهمت في إنشاء أمانة المنتدى، وأهم المنصات العالمية للحوار، وحددت فيه التعاون بين منظمة أوبك، ووكالة الطاقة الدولية، ومنتدى الطاقة العالمي، الذي أسهم في دعم أمن الطاقة، واستقرار أسعار النفط، وتوفير النفط للجميع بأسعار لا تضر بمصالح الدول المنتجة، والدول المستهلكة.
فرغم القسوة على أسعار النفط العالمية، وتأثر المملكة باعتبارها أكبر دولة منتجة النفط، سعت المملكة لعمل توازن لأسعار النفط، وحسنت من معدلاته رغم تأثرها بجائحة كورونا نتيجة تقلص الطلب على النفط، واتخذت القرار المناسب لمصلحة المنتجين والمستهلكين، واضعة مصالحة الوطن، والمواطن في المقدمة.
وأثبتت المملكة قدرتها على إدارة أزمات النفط العالمية بحكمة باعتبارها من أكبر المنتجين للنفط وتحتل موقعاً بارزاً في صناعة النفط، لذا نأمل التعاون بين دول منظمة أوبك، والدول التي خارج المنظمة لوضع الآليات المهمة، والتغلب على أزمة كورونا، وتحقيق الوضوح والشفافية، والعدالة فى تنفيذ جميع الإجراءات، والتنسيق مع جميع دول الإنتاج، ودول الاستهلاك.
كما نتمنى استمرارية الحوار، وتبادل المعلومات بين «أوبك»، ووكالة الطاقة، ومنتدى الطاقة، للتغلب على التحديات، ومواجهة جائحة كورونا باللقاح الفاعل، وعلاج آثارها على أسواق النفط، وقيادة أسعار النفط نحو الاستقرار والتوازن، فكل الشكر لمعالي وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان -حفظه الله- على جهوده المميزة، والمثمرة في إدارة اقتصادات النفط.
** **
مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية