سليمان الجعيلان
تبنى وتمنى البعض أن خسارة فريق الهلال لمباراة كأس السوبر السعودي هو الاستسلام والانكسار لفريق الهلال والخروج من الموسم دون بطولات، وأنها الانطلاق والانقضاض لفريق النصر على صدارة الدوري في الجولات التي أعقبت بطولة كأس بيرين، ولكن ماذا حدث على أرض الواقع ؟!
ما حدث بالضبط أن الهلال تجاوز عثراته وعاد لمساره بفضل قرار إدارة الهلال بإقالة مدرب الفريق السابق الروماني رازفان، وشعور لاعبي الهلال بالمسؤولية ومحاولة تخطي حالة الإحباط التي عاشها الفريق بسبب مستوياته المتواضعة ونتائجه المحبطة. وربما تكون مباراة الهلال أمام الاتفاق في الجولة الماضية هي البداية الحقيقية لعودة الهلال الفعلية للمنافسة على صدارة الدوري، أما فريق النصر فقد ظل كما هو يترنح بين مراكز الوسط؛ بسبب عدم قدرة إدارة النصر على ضبط الانفلات الفني ومعالجة الإحباط المعنوي الذي أصاب الكثير من لاعبي النصر، حتى والفريق يحقق كأس بيرين بسبب المجاملات داخل الفريق وتحديداً مع بعض العناصر الأجنبية على حساب العناصر المحلية !!
وما يبرر ويفسر ما يحدث في الهلال والنصر هو الفارق الشاسع في الفكر الإداري والعمل الاحترافي بين الهلاليين والنصراويين، والذي هو نتاج ونتيجة فكر وثقافة في كل ناد لا تتغير ولا تتبدل حتى مع تغير الإدارات وتعدد الأجيال والتي ظلت في الجانب الهلالي تعمل للمستقبل لصناعة الأبطال، وفي الشأن النصراوي باتت تسعى في كل الأزمان على الانتصار عبر الإعلام لتحقيق انتصارات إعلامية وجماهيرية وهمية أكل عليها الدهر وشرب !!.
على كل حال هل من الممكن اعتبار فوز الهلال على النصر يوم غد الثلاثاء دليلاً على تعافي الهلال بالكامل وعودته لمستوياته الطبيعية ؟! وفي المقابل هل من الممكن احتساب انتصار النصر على الهلال هو إثبات على تطور النصر ورجعته المنتظرة ؟! الجواب بكل صراحة وبكل تجرد على السؤال الأول لا وعلى الثاني نعم.. والسبب بكل بساطة لأن أغلب الهلاليين لا يعتبرون مواجهة النصر قياساً لقراءة وتقييم وضع الهلال الحقيقي، بينما على العكس تماماً أكثر النصراويين يعتقدون الفوز على الهلال هو المقياس لمعرفة قوة وقدرة النصر على المنافسة، وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن تجاهلها أو نفيها حتى من بعض النصراويين الذين يعرفون ويعترفون بكل حياد بالفوارق الفنية والإمكانيات الإدارية بين الهلال والنصر التي تصب في صالح الهلال منذ عقود طويلة، حتى وإن خسر الهلال بعض مبارياته وفقد بعض بطولاته، إلا أنه سرعان ما يعود الهلال بفضل الهدوء الإداري والعمل الاحترافي والالتفاف الشرفي والجماهيري في عدم تصدير أزمات مع الآخرين وتصعيد الصدامات مع المنافسين، بينما النصر على النقيض تماماً فطوال تاريخه تسيطر وتؤثر فيه الانقسامات الجماهيرية والتحزبات الشرفية والصدامات الجانبية مع الآخرين، وما توتر وتشنج الأجواء داخل أروقة نادي النصر بسبب القضية الأخيرة للمشرف على الفريق حسين عبد الغني مع محترف الشباب البرازيلي سيبا ومحاولة تجريد المشرف النصراوي من المشكلة وتجريم المحترف الشبابي في القضية إلا نموذج وعينة للتغطية على مشاكل فريق النصر الداخلية، وصرف الأنظار عن مستوياته المتواضعة ونتائجه السيئة، وهي صورة عاكسة لواقع يكشف ويوضح لماذا الهلال ثابت في المنافسة والنصر متغير في مراكزه وغارق في مشاكله !!.