أحمد المغلوث
قبل أربعة عقود كنت أشارك في كتابة تقرير اليوم بالزميلة «الرياض»، وأيامها كنت منتسبًا لجامعة الملك عبد العزيز وأستعد للسفر إلى جدة لأداء الامتحانات، وعادة كنت أجهز المواد التي سوف أشارك بها قبل سفري من باب الاحتياط. وخلال وجودي في العاصمة استعدادًا للسفر خطرت في ذهني أن أكتب تقريرًا عن «لماذا نكتب» فذهبت في البداية لكل من الأستاذ فهد العريفي -رحمه الله- في مكتبه وطلبت منه أن يكتب رأيه، وكذلك حصل مع المبدع الأستاذ «محمد علوان»، وبعدها قررت أن أذهب للأستاذ حمد القاضي في مكتبه بوزارة العمل. كنت أعرفه كقارىء ومتابع لكل ما يكتبه هنا وهناك فقلمه سيال يشعرك وهو يكتب أنه ملم بما يحدث في عالمنا الواسع بشكل عام وما يدور في بلادنا بشكل خاص، يكاد يقول لك وهو يكتب زواياه الأسبوعية أو مقالاته المختلفة هاأنذا «حمد القاضي» مبدع من هذا الوطن الشامخ وأفخر بأني أشارك في العملية الابداعية والثقافية، بل ولي تأثيري الكبير في الحراك الثقافي.
عندما دخلت عليه في مكتبه قام مرحبا وعلى وجهه ابتسامته الدائمة التي تنضح بصدقه وتواضعه وحسن معشره.. يا الله كانت لحظات لا تنسى وهو يكتب لي رأيه «لماذا نكتب» كما أنني لا أنسى ما كتبه عن شخصي المتواضع في الصفحة ما قبل الأخيرة «عزيزتي الجزيرة» قبل عقود، عندما تصدى هو ومجموعة من كبار الكتاب وعشاق الفن التشكيلي لمن حاول التقليل من أسلوبي الفني، حيث أشاد بلوحاتي من خلال الكلمة الصادقة والقيّمة التي كتبها. هكذا هو إنسان صادق ونبيل يقول ويكتب ما يشعر به بعيدًا عن المجاملات. لذلك بات يشار له بالبنان وبكل احترام كرجل ثقافة وأدب له فعله وتأثيره الكبيرين في وطننا الحبيب.
فكم استل قلمه النزيه ليواجه به أعداء الوطن مثله مثل كل كاتب مخلص وغيور يعتز الوطن بأمثالهم، ولا عجب، فـ»أبو بدر» يتسم بالعديد من الخصال التي تجعله في كل المناشط والفعاليات له حضوره المشرق بالعطاء. وكل من عرفه عن قرب أو بعد تأكد له ذلك وأكثر من ذلك.. فهو المتواجد شبه دائم في مختلف الفعاليات والندوات التي تقام في الرياض، بل وحتى خارج الرياض. ليشارك بفاعلية وليقدم رأيه المتميز، رأيه الوطني، رأيه الصادق والذي يكتبه دائما بمصداقية وحب.
والأسبوع الماضي عندما اتصل بي معزيًا في وفاة أختي «مريم» رحمها الله، رحنا على هامش المكالمة نتذاكر اهتمامه بنشر بعض من لوحاتي في «المجلة العربية» التي كان يرأس تحريرها سابقًا.. وكيف كان يحرص على ارسال شيك قيمة ما نشر من صور.
أبو بدر أديب له في كل نشاط أو حراك بصمة لا تنسى أبداً.. وسوف تُعد عن أدبه وكتاباته الدراسات والأبحاث فهي ثرية بالموحيات الثقافية.. وقبل أيام غرد معلقًا على لوحاتي التي رسمتها من وحي «الموناليزا» وألبستها العباءة السعودية، وفي أوضاع مختلفة، والحق أن تغريدته تحولت إلى «ترند السعودية» حيث شاهد الفيديو الذي وثق اللوحات حتى كتابة هذه السطور (36.267) مشاهدة. وبعد انتشار هذا «الترند» اتصل بي العشرات من داخل المملكة وخارجها مشيدين باللوحات وفكرتها.. وهذا ببركة الله ثم تغريدة حبيبنا أبي بدر.. شكرًا له.