محمد آل الشيخ
خيمة المقبور القذافي فضحت كثيراً ممن يتربصون بالمملكة، أما الهدف فليس ثمّة إلا البغضاء والحسد والكراهية، ومن هؤلاء الكويتي المدعو (مبارك الدويلة).
هذا الرجل شدَّ رحاله للقذافي في ليبيا، كما جاء في أشرطة تسرَّبت من أرشيف القذافي، الذي كان يسجِّل لقاءه مع كل من يجتمع به؛ ولكي يحظى هذا المتزلِّف بمنزلة ومكانة عند ذلك المريض المجنون، شتم المملكة، واختلق أحداثاً نسجها من خياله، وردد ما يقوله أعداؤها ومناوئها فيها؛ وكما يُقال إن تلك الأشرطة التي تسرَّبت من ذلك اللقاء لا تحمل إلا النزر اليسير مما قاله هذا الأفاك للقذافي من أكاذيب كشفت عن خساسته ودناءته ورداءة معدنه، ثم إنه بعد فضيحته تلك، أراد المسكين أن يخلط الأوراق بغباء، فادّعى كاذباً أنه أحاط حينها أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد -رحمه الله- علماً بما دار بينه وبين القذافي، وأنه -رحمه الله- كلَّفه بالذهاب إلى الرياض وإبلاغ الملك سلمان -أمير الرياض حينها- بهذه القضية كما قال في تغريدة له، إلا أن الديوان الأميري الكويتي بادر بتكذيب الدويلة، وبادر الأستاذ عساف أبواثنين مدير عام مكتب أمير الرياض آنذاك بتكذيب تفاصيل الواقعة، وأفاد أن لقاءه الذي يدعيه كان ضمن آخرين كانوا يؤمّون مكتبه -حفظه الله- للسلام عليه، وليس أكثر من ذلك. الدويلة كأي كذوب أشر خنس ولاذ بالصمت، ولم يعلِّق على النفيين.
والمدعو الدويلة هذا الذي قال في المملكة ما قال كذباً وزوراً في خيمة القذافي، كل ما نعرفه عنه أنه سبق أن كان عضواً في برلمان الكويت ضمن مئات، وربما آلاف، من الذين مروا على عضوية ذلك البرلمان ليس إلا. أما أهميته التي جعلت القذافي يستقبله، ويدير حواراً معه، فتعود إلى أنه ينتمي إلى (طائفة الإخوان المسلمين) في الكويت، وأنه على ما يبدو أراد أن يوظّفه للنيل من المملكة بغرض تفتيت لحمتها.
أحيلت قضية مقولات واتهامات الدويلة هذه إلى القضاء الكويتي، غير أن القضاء (برأه) من كل التهم الموجهة إليه، ومن ضمنها تهمة الكذب، بما فيها (الكذب والتقوّل على أمير الكويت - رحمه الله)، ومثل هذه التهمة على وجه الخصوص تهمة يُعاقب عليها القانون الكويتي المعمول به هناك؛ ولا أدري ماهية الحيثيات والخلفيات التي بُنيَ عليها حكم البراءة، ومهما يكن الأمر فليس من حقي كسعودي أن أتدخل في شؤون القضاء في الدول الأخرى، فقد يكون لهم عذرٌ وأنت تلومُ، لكنها من الناحية القانونية المجرّدة تهم واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
ولا يخفى على القراء أن المنتمين إلى طائفة جماعة الإخوان، هنا أو هناك، يتخذون من الكذب والافتراء والتدليس، وتغيير الكلم عن مواضعه، منهجاً للوصول إلى غاياتهم، وعندما ينكشف الإخواني ويتورَّط فإنه يلجأ على الفور إلى الكذب، فالكذب في طائفتهم منجاة.
وعلى أية حال فإن خيمة القذافي أصبحت (مصيدة) لتلك الجماعة الإرهابية.
إلى اللقاء