أ.د.عثمان بن صالح العامر
تمر بلادنا المملكة العربية السعودية بخطوات تنموية متسارعة، وتشهد قفزات نهضوية تطويرية متوالية، تسابق الزمن للوصول إلى مصاف الدول العالمية الأولى اقتصادياً وعلمياً وصناعياً وتكنولوجياً، ولتحقيق رفاهية وسعادة المواطن والمقيم على ثرى أرض بلادنا الطاهر، وكما راهن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين - حفظه الله ورعاه - بعد أن أبدع في صياغة رؤية المملكة 2030 على الشعب السعودي عموماً وشبابه وفتياته على وجه الخصوص، فإن هذا الرهان، وهذه الخطوات، وتلك التسارع والقفزات تحتاج إلى أن يواكبها وعي شعبي عام ومعرفة دقيقة لما جد من أنظمة وتشريعات لدى جميع الأطياف والطبقات، ومن كل الأشخاص والفئات وفي جميع مناطق المملكة خاصة ما كان له صلة بالجرائم والمخالفات التي توجب العقوبات الصارمة كالإرهاب والجرائم الإلكترونية وغسيل الأموال وتعاطي المخدرات والذوق العام والتحرش والمخالفات المرورية وغير ذلك كثير، حتى يتسنى تحقيق الأهداف التي وضعتها قيادتنا المباركة نصب أعيننا جميعاً في هذه المرحلة التاريخية المهمة من عمر بلادنا الغالية.
من هذا الباب أطرح في مقال اليوم فكرة تأسيس جمعية متخصصة بالتوعية والتثقيف المجتمعي في مختلف القطاعات وفي جميع المجالات «تثقيف»، فنحن اليوم في دولة المؤسسات التي توجب على كل مواطن ومقيم أن يعي جيداً التغيرات التي نمر بها، والقفزات التي نشهدها، في جميع قطاعاتنا التنموية (الحكومية والخاص والأهلية)، سواء من حيث الأنظمة والتعميمات، أو الأثمتة والحوكمة، أو الحوافز والعقوبات، أو التواصل والتفاعلات، وفي ذات الوقت يدرك تفاصيل دوره التشاركي المنوط به، ومسؤولياته الوطنية الملقاة على عاتقه باعتبارها جزءًا من مشروع سعودي طموح.
ولأهمية وجود هذه الجمعية ارتأيت أن تكون هناك مبادرة وطنية تأسس مشروعاً تثقيفياً واسعاً في جميع المجالات، وتوجه بما تملكه من مصداقية وشفافية ووضوح الشائعات والتقولات التي قد تعيق وصول الرسالة الصحيحة وتؤخر إدراك الحقيقة، إذ كما هو معلوم لدى القارئ الكريم أصبح اليوم لكل فرد صغيراً كان أو كبيراً، متعلماً أو حتى أمياً، قناته الإعلامية الخاصة التي يبث من خلالها أفكاره، وهذا عزز سوق الأراجيف الكاذبة التي تؤثر في الوعي المجتمعي سلباً. فضلاً عن التسارع الوطني، والتقارب العالمي الناتج عن كون العالم اليوم - جراء وسائل التواصل الاجتماعي وانفتاح فضاء العالم الافتراضي - صار بيتاً واحداً بل غرفة صغيرة يجتمع فيها الكل، ولذا فالتوعية قد تكون عن أمر خارجي له مساس بحياة المواطن في أي مكان.
ويتطلب نجاح هذه الجمعية المقترحة التعاون الفعلي مع القطاعات التنموية في المنطقة لإيصال رسالتها للمجتمع. وإجراء الدراسات المتخصصة في قياس الرأي العام. وتوظيف (السوشيل ميديا) فيما يحقق المصلحة المحلية والوطنية على حد سواء، وتوعية وتثقيف الجاليات والأقليات التي تعيش بيننا باللغات المختلفة. ورفع مستوى الوعي التنموي في قرى وهجر المنطقة بطريقة علمية مدروسة. ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.