إبراهيم بن سعد الماجد
كأس السعودية أعني به كأس سباق الخيل الدولي، الذي يعد أغلى سباق للخيل في العالم؛ إذ تبلغ جوائزه 30.5 مليون دولار أمريكي. يشارك في هذا الحدث السنوي أشهر وأبرز الخيل والمدربين والخيالة من أصقاع العالم كافة، ويقام على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بمدينة الرياض.
هذا العام رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الحفل الكبير الذي أقيم لهذه المناسبة، بحضور العديد من ملاك الخيل محليًّا وعالميًّا، وبعض الشخصيات المحبة لهذه الرياضية الأصيلة.
عناية المملكة بتراثنا العربي الأصيل، من رعايتها واهتمامها بالإبل، وإقامة المهرجانات المحفزة لملاك الإبل، وكذلك عنايتها بسلالاتها، مما حسن من جودة الإنتاج، وكذلك ما توليه من اهتمام فريد بالخيل العربية الأصيلة، ورصد الجوائز المجزية في سباقات الخيل شبه الأسبوعية، كل ذلك مما نشط هذه الرياضة، وجعل بلادنا تتربع على عرش هذه الرياضة الأصيلة.
واليوم يأتي (كأس السعودية)، هذا الكأس العالمي الذي حظي باهتمام كبير من ميادين وإسطبلات الخيل العالمية كافة؛ لنكون نحن الأول في كل شيء، بفضل الله، ثم بهذه العناية المخطط لها من قِبل قيادتنا.
لقد حقق (كأس السعودية) شهرة عالمية، ونجاحًا مبهرًا، وظهرت بصمات الأمير بندر بن خالد الفيصل، المستشار في الديوان الملكي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للفروسية، ومجلس إدارة نادي سباقات الخيل، في كل تفاصيل هذا الإنجاز العالمي.
في تراثنا العربي والإسلامي نقرأ عناية العرب بالخيل، تربية، وتأهيلاً، وفروسية، وفخرًا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
أحبوا الخيل واصطبروا عليها
فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها أناس
ربطناها فأشركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم
ونكسوها البراقع والجلالا
ويقول مالك ابن الريب:
تذكرت من يبكي علي فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر محبوكا يجر عنانه
إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ويقول الشاعر والفارس شالح بن هدلان:
يا سابقي كثرت علوم العرب فيك
علوم الملوك من أول ثم تالي
ما نيب لا بايع ولاني بمهديك
وأنا اللي استاهل هدو كل غالي
وأنتي من الثلث المحرم ولا اعطيك
وأنتي بها لدنيا شريدة حلالي
يا ما حلا خطوى القلاعه تباريك
أفرح بها قلب الصديق الموالي
ويا حلو شمشول من البدو يتليك
بقفر به الجازي تربي الغزالي
الخير كله نابت في نواصيك
وأدله ليا راعيت زولك قبالي
حقك علي إني من البر ابديك
وعلى بدنك الخوج أحطه جلالي
أبيه عن برد المشاتي يدفيك
وبالقيظ أحطك في نعيم الظلالي
أنافدا من حصلك من مجانيك
جابك عقاب الخيل ذيب العيالي
ونختم بخير ختام قول المصطفى المختار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة. والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة ولا يقبضها». أخرجه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.