د. صالح بكر الطيار
تابعت التقرير الذي زودت به الاستخبارات الأمريكية الكونجرس في قضية مقتل جمال خاشقحي -رحمه الله- وما أثير فيه من مغالطات وزيف وتزييف بشأن ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وما أن اصدر التقرير حتى قام العالم كله مع السعودية وشاهدنا الموقف العظيم للشعب السعودي والخليج والعالم العربي كله وهو يكشف تزييف التقرير للحقائق وراء هذا الموضوع الذي تم إغلاقه عبر القضاء السعودي المستقل الذي يرفض كل الرفض التام التدخل في شؤونه، وقد أصدرت وزارة الخارجية بياناً مقتضباً أكدت فيه أن حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادتها ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال إضافة إلى أن التقرير قدم معلومات واستنتاجات غير صحيحة، وأكد البيان أنه سبق وأن صدر بهذا الشأن من جهات الاختصاص أن هذه الجريمة نكراء وتمثل انتهاكاً لقوانين المملكة ارتكبتها مجموعة ممن تجاوزت الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة وصدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة الفقيد، وأعربت الخارجية عن أسفها بما تضمنه التقرير وأن السعودية ترفض أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها، وختم التقرير احترام الشراكة العريقة بين البلدين وأسس التعاون وفق الاحترام المتبادل..
لقد فشلت الاستخبارات الأمريكية في إصدار تقرير جل ما فيه اجتهادات واستنتاجات مخالفة للحقيقة وخارجة عن المنطق وحاولت إيصاله للكونجرس كنوع من الابتزاز السياسي الذي عكس شخصية القائمين على حقوق الإنسان في أمريكا إضافة إلى توظيفها لأصوات نشاز في الخارج ومن الحاقدين على السعودية في إثارة الرأي العام وفي محاولة فاشلة لتمرير المعلومات المغلوطة، وقد كان العالم بالمرصاد حيث انقلبت الخطوة الفاشلة على من كان وراءها، وستبقى السعودية وقيادتها في موقف الريادة والسيادة والقوة ولن تؤثر عليها مثل هذه التقارير التي تمت صناعتها وفق أهداف سياسية للأعداء في الخارج ولمنظمات تخريبية تحاول النيل والمساس من أمننا وأماننا، وأود أن أؤكد أن ذلك لم يزدنا إلا قوة ومكانة ولم يكسبهم سوى الخسران والفشل.
وهنا أكمل ما سبق وقد تطرقت إليه في مقالات سابقة في ضرورة توفير منصات إعلامية مضادة لمثل هذه الإساءات ونقل الصورة الصحيحة عن بلدنا وقيادتنا لمختلف الشعوب، وأيضاً متابعة كل هذه الحرب الإعلامية في الخارج والتخطيط لمواجهتها بكل اقتدار ومهنية.