حمد بن عبدالله القاضي
لست مع من ينتقد مواقع التواصل نقدًا عامًا وكأنه لا خير فيها، ولست مع من يرى أن «كل الصيد» في جوف الإنترنت.
الحق أن فيها كثيرًا من المنافع والسلبيات معًا بحسب استخداماتها واختيارنا مما يعجّ فيها.
ودعوني أستعرض بعض مواقع التواصل الأشهر، فمثلاً:
* تطبيق «الواتس» اختزل لنا كثيرًا من الجهد ويسَّر التواصل وإيصال المعلومة وإنهاء بعض التزامات العمل.
لكن بالمقابل أهدر أوقات كثير منَّا.. وملأ عقولنا بمعلومات بُعدها عن الحقيقة بُعد معرفة أمي بتخصيب اليورانيوم، فضلاً عن «تفاهات» وتكرار كثير مما يصل إلينا!
* * *
لو استطعنا ترشيد استخدام الواتس وقتاً وإرسالاً لأبقينا على إيجابياته ونفينا كثيراً من سلبياته، والإشكالية أن البعض بالواتس يخال أن من يدخل الواتس ينتظر رسائله وفيديوهاته ويغيب عنه أنه قد يكون دخل لإرسال رسالة مهمة أو مداخلات بشأن عمل أو مداخلات مع أعضاء لجنة.
* * *
* أما: «القروبات» فقد وجدت أن أغلبها معلومات معروفة وأخبار مكررة والنقاشات حولها فائدتها شبه معدومة لعدم وجود مسؤول تنفيذي يأخذ بها ويفعل الآراء المطروحة، فضلاً عن أنها مقصورة على عدد محدود وما يطرحونه من نقاشات «بالقروب» ينتهي أثره حال نهاية الحوار، وأحيانًا تتحول النقاشات إلى مناوشات بل «مهاوشات» تفرِّق ولا توفِّق!.
لذا اقتصرتُ على عدد محدد من القروبات وحتى التي أنا عضو فيها مداخلاتي قليلة.
* * *
أما تويتر فهو بتقديري أهم التطبيقات وخاصة لنا نحن السعوديين. والمتواجدون فيه عدد كبير من الناس والنخب والمسؤولين والمثقفين ورجال الأعمال وغيرهم من المغردين والمغردات.
وأغلب ما يُطرح فيه من التغريدات مفيد ويضيف للداخلين سواء بحياتهم أو ثقافتهم وهم مئات الآلاف من كل الأطياف.
وتويتر يشارك فيه المئات من علماء وفقهاء وأدباء ومفكرين ومسؤولين، وله دور بتعزيز الانتماء للوطن وتفنيد ما يُطرح بالحملات الإعلامية الموجهة لوطننا وديننا،
وفيه طروحات اجتماعية تحفز على القيم الجميلة والمضيئة.
وتويتر لتنوعه يضيف لثقافة المغردين ولمخزونهم المعرفي ويقدم تجارب حياتية من بعض ذوي التجارب عبر ما يتناولونه بتغريداتهم.
* * *
بالطبع بتويتر سلبيات، فهناك مغردون وإن كانوا قلة يكتبون تغريدات مسيئة إما للوطن أو تشويه لتعاليم الدين أو سيئة بحق الآخرين أو الدخول بنقاشات عقيمة لا يخرج منها المتابعون بأي فائدة بل قد تحدث انشقاقات بينهم.
* يتبع الخميس القادم
* * *
=2=
آخر الجداول.
* من قصيدة لطيفة: كرهتُ «النّتَ» للشاعر علي العمري:
كرهتُ النتّ حتى ضِقتُ نِتّا
وأسبابي لهذا الكُره شتّى
فلي عملي وأشغالي وعلمي
فكيف وأنَّ لي أهلاً وبيتا؟
ومن سقطاتهِ إِنْ تُهتَ فيهِ
بلا فهمٍ فبئس «الزولُ» أنت
تُخبِّط في مواقعهِ فتلقى
قبيح القول والفحشاء تُؤتى