الظهران - سلمان الشثري:
يعكف قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية على تسريع وتيرة استخدام أنظمة مراقبة الوقود وتتبع السفن، وذلك في إطار برنامج التحول الرقمي في الشركة، الذي تدفع عجلته الثورة الصناعية الرابعة لمساندة رؤيتها الطموحة المتمثلة في تحقيق الريادة في استخدام التقنيات الرقمية على صعيد قطاع الطاقة.
وبدأ استخدام نظام مراقبة الوقود والأداء في كامل أسطول الشركة من السفن؛ إذ يمثل استخدام هذا النظام خطوة مهمة ضمن مسيرة الجهود المستمرة في الشركة نحو تحقيق التميز، من خلال إدراج أحدث التقنيات في مشاريعها الرامية لتعزيز سلامة الأعمال، وترشيد التكاليف، والحد من الانبعاثات، وكفاءة الأداء.
تقنيات رقمية حديثة
ويجمع نظام مراقبة الوقود وتتبع السفن بين تقنيات رقمية حديثة عدة في بوتقة واحدة لضمان الشفافية، ومساندة عملية صنع القرار. وتقوم منصة تقنية إنترنت الأشياء الموجودة على متن السفينة بجمع بيانات رقمية متسلسلة زمنيًّا بمعدل واقعي من جميع المصادر المتاحة على السفينة. بعد ذلك، تُضغط هذه البيانات وتُشفر وتُرسل إلى مركز بيانات على اليابسة؛ لتخضع لمعالجة وتحليلات متقدمة.
وتنقل هذه البيانات بشكل آنٍ ومباشر، بما يمكّن الفريق الموجود على اليابسة من الاطلاع على سير العمل في السفينة مثل طاقمها تمامًا. ومن شأن جمع البيانات آليًّا منع وقوع الأخطاء البشرية التي يمكن أن تحدث أثناء أداء الأعمال يدويًّا، كما يسهم أيضًا في الحد من العبء الإداري على الفرق. كما يسمح هذا المستوى العالي من جودة البيانات بإجراء تحليلات أكثر موثوقية، ويؤدي إلى اتخاذ قرارات مدروسة بعناية أكبر.
ويتم الاستفادة من الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في بلورة تصورات دقيقة من البيانات الأولية. ويمكن إعداد التقارير بحيث تقيم الأداء السابق، أو تقدم النصائح حول تحسين الأداء في المستقبل.
ويفيد أيضًا قياس مستوى أداء السفن في مقارنة المواقف المتشابهة، وتطبيق أفضل الممارسات بين صفوف الطواقم. وتتميز هذه المنصة الشبكية بنظام مفتوح على المصادر الأخرى، يمكّنها من ضم بيانات من مصادر خارجية أخرى، مثل نشرات الأحوال الجوية، وهي معلومات ذات أهمية قصوى فيما يرتبط بتفسير أداء أي سفينة. كما تستطيع المنصة أيضًا إرسال بيانات لنظام خارجي من أجل تشجيع التعاون، وزيادة مستوى الأتمتة في إجراءات العمل.
سفن ذكية
وتعد سفينة الزامل 301 أول سفينة تجهز بنظام مراقبة الوقود وتتبّع السفن، الذي تطوره شركة (آسنز). وقد صعد خبراء من فرنسا، وسنغافورة، وألمانيا، والإمارات العربية المتحدة على متن السفينة للاطلاع على تجربة التشغيل المبدئي للمرة الأولى.
وسيجهز مركز المراقبة التابع للشركة بلوحة مؤشرات لمراقبة السفن المتصلة ببعضها في الزمن الآني.
ومهد نجاح تجربة استخدام نظام مراقبة الوقود وتتبع السفن على إحدى سفن المساندة البحرية الطريق أمام تعميم استخدامه، الذي سيصبح إلزاميًّا في الأسطول بأكمله. ويعد هذا النظام الأول من نوعه الذي تستخدمه أرامكو السعودية في مراقبة الوقود وتتبع السفن، وسيلبي الاحتياجات التي تتطلبها رؤيتها بعيدة المدى، المتمثلة في رقمنة أسطولها وأعمالها.
وتعمل أرامكو السعودية على تحويل جميع السفن في المشاريع البحرية إلى سفن ذكية بعد تجهيزها بأحدث التقنيات الذكية. وقد نتج من ذلك تطبيق تقنيات عديدة في المشاريع البحرية للشركة منذ عام 2019م، كما تعكف حاليًا على تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا السياق مستقبلاً.