سهوب بغدادي
(إنها نغمة رسائلك المعتادة، إلا أن وقعها مختلف هذه المرة تحديدا، بسبب قيد مخالفة وقدرها...)!
فكل ما يهم الآن معرفة ما إذا كان الشخص ارتكب المخالفة حقا من عدمها، وعلى الأغلب تتزاحم طلبات الاعتراض على المخالفات من على منصة أبشر. قد تعد المخالفات المرورية الأكثر حدوثا في الأيام المعتادة، سواء لمخالفة ربط الحزام عبر الرصد الآلي - ولي مقال آخر عنها- أو تجاوز السرعة وعدم الالتزام بالمسارات وما إلى ذلك. إلا أننا نشهد مخالفات من نمط مختلف من المخالفات التي لم نتصور في يوم ما أن تفعل في الدول، وأقصد بها مخالفة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من فيروس كورونا المستجد، ابتداء من مخالفات الأفراد المتمثلة في عدم لبس الكمامة وصولاً إلى إقامة التجمعات، ومرورًا بالمخالفات المخصصة للمنشآت والجهات والأعمال. إن للمخالفة والغرامة مفهوما أصيلا من ناحية الحفاظ على السلامة والأمان والأمن في مجتمع ما، إلا أنه من خلال الاستماع إلى رواية بعض الأفراد الذين تمت مخالفتهم على عدم لبس الكمامة في نقاط التفتيش -على سبيل المثال لا الحصر- فهل عدم لبسها مع فتح النافذة مخالفة؟ أم لا يلزم لبسها في حال إبقاء النافذة مغلقة؟ وماذا عن المرأة المنقبة وغيرها من المواقف التي باتت يومية خلال الجائحة، تتضح حالة اللبس والخلط من الناحية العملية لتلك المخالفة، فيلزم الجهات المعنية بإصدار المخالفات وتحديدها، أن يعملوا بشكل فعال مع الجهات الأخرى لنشر الوعي في هذا الخصوص علاوة على التأكد التام على التجسيد للأفعال المخالفة ومحاكاتها سواء عن طريق المواد المرئية أو المسموعة بهدف تجنب وقوع الأفراد فيها، فالأساس التوعية المطلقة من ثم المحاسبة والعكس غير صحيح. من هذا السياق، أكبر دور وزارة الداخلية والعاملين بها من الكوادر الوطنية الفذة، وأشكر جميع من يساهم بدوره العملي أو الفكري في عملية تخطي هذه الجائحة التي خيمت على العالم أجمع بكل نجاح بإذن الله تعالى.