رجاء العتيبي
توقع الكثير أن تطبيق (كلوب هاوس) سيكون له شأن، مثلما هو الحال مع تويتر وفيسبوك وسناب شات، هرولوا إليه فراداً وجماعات، لعلهم يغنمون قصب السبق، ويحصلون على متابعين كثر، فإذا كان تويتر قد فاتهم، فإنهم يظنون أن (كلوب هاوس) الجديد هو الفرصة المتاحة الجديدة، هرولوا إليه وما زالوا، ولكن النتيجة لم تكن متوقعه جاءت مخيبة للآمال، فلم تكن سوى (ثرثرة في غرفة) وكلام سطحي، وضياع وقت.
الكثير انسحب وعادة إلى موقعه سالماً، وأعلنوا أن التطبيق لا يستحق كل هذا العناء، ولا كل هذا الوقت، وأكدوا أن (مجتمعه) ليسوا سوى كلام (فارغ) وعقول (فارغة)، مهما حاول المتحمسون أن (يبرروا) موقفهم الداعم للتطبيق، أو الكلام عن فوائده، لأنه -في تقديري- جاء في الوقت الضائع، فالخيارات كثيرة، وليس الأمر متوقف عليه، وهذا هو تطبيق (البالتوك) حزم حقائبه وغادر مبكرا، كان أضعف من أن ينافس التطبيقات الجديدة التي سحبت البساط منه، وها هو الـ(كلوب هاوس) يحزم حقائبه وسيغادر بمجرد أن تقدم قنوات التواصل الاجتماعي المشهورة الخدمة نفسها، فقد أعلنوا مؤخرا أن خدمة التواصل الصوتي قريباً سترى النور.
أيقن الذين جربوا (كلوب هاوس) أن الأصوات في غرفه لا معنى لها، وأنها تكرس التفاهة، وتضيع الوقت، وتضع الإنسان في مجموعة عمل رديئة لا تشبع سوى غريزة الثرثرة ليس غير، في وقت تتلاشى قيمة (العمل) التي تعنى الشيء الكثير للمجتمعات، والعمل هو نقبض الكلام السائب، وعكس لهو الحديث، ذلك أن الإنسان بلا عمل، يعني بلا نتيجة، والعمل يحتاج إلى وقت، ومهارة، وعزيمة، واستمرار، وتركيز، وشغف، أما (الثرثرة) فهي للإنسان الكسول، لأنها عمل سهل وبسيط (لسان وشفتين) حتى التفكير غير موجود.
والمشكلة في الأصل ليست مع التطبيقات الصوتية بذاتها، التطبيق نفسه ليس المعني بالاعتراض، ولكن الطريقة المستخدمة هي التي ما زالت محل نظر، البشر الرديئون في هذه التطبيقات الصوتية هم المعنيون، هم الذين طاحوا في (المريس) لا ثقافة ولا وعي ولا همة، وانكشفوا على حقيقتهم، وسمعنا ما قالوه وماذا ناقشوا. المشكلة متجذرة، والوعي هو سيد الموقف، وهو رهاننا، متفائلون بأنه سينتصر في المستقبل القريب.