ميسون أبو بكر
في لقاء sky news بالإعلامي القدير عماد الدين أديب في برنامج «السؤال الصعب» على قدر ما كانت الأسئلة صعبة كان الضيف صاحب خبرة وموسوعة في الفكر والشأن السياسي؛ لذلك جاءت الإجابات سلسة ومقنعة وعميقة، وفي مقالي هذا تلخيص لمحتوى الحلقة.
لقد كان أديب في لقائه جريئًا على قدر خبرته وممارسته الإعلام السياسي وتعمقه في جماعة الإخوان المسلمين الذي وجهت المذيعة سؤالها الصعب عنهم، والذين أكد الضيف أن هذه الجماعة تقف اليوم على مفترق طرق حاد؛ فإما أن يصبحوا أكثر دموية وتشدّدًا أو يعيدوا التفكير بمشروع احتكار السلطة الدينية!
ويعيدنا إلى ذاكرة لقائه بمفتي جماعة الإخوان المسلمين حين أجاب على سؤال أديب: هل أنتم جماعة من المسلمين؟ أو أنتم جماعة المسلمين؟ فكان رده مصرّا: «نحن جماعة المسلمين»! فهو في رده حصر الإسلام فيهم، وكأن من لم ينضم للجماعة ليس مسلمًا!
الخطر الذي يحذِّر منه ضيف السؤال الصعب هو أن تسعى الإدارة الأمريكية بفكرة مقدمة من الأتراك ليعاد تدوير جماعة الإخوان المسلمين بشكل جديد حتى يُقبلوا في المنطقة ويتم تسويقهم، فأمريكا تعتقد أنها إن تعاملت مع الجماعة الموجودة في 86 دولة فإنها قادرة على السيطرة على الإسلام.
وفي إطار الحديث عن الأتراك فإن عماد الدين أديب قال إن أردوغان مصاب بخلل في الإدراك يقوده لحلم إعادة الإمبراطورية العثمانية التي يخطِّط هو ليكون خليفتها، وتنبأ بأن نهايته قريبة جداً.
وعلى الرغم من مواقف جو بايدن المتراخية مع إيران رغم عبثها في المنطقة إلا أنه يجد العلاقة مع أمريكا ضرورة لا يمكن تجاهلها ويشدّد على التعامل مع المؤسسات الأمريكية من الداخل وألا ينحصر التعامل مع الرئيس.
عدّ إيران الدولة الأكثر اختلافاً مع حقوق الإنسان والتي يمارس فيها الحرس الثوري جرائم لا إنسانية يومية، لكن العجيب أن بايدن يستجدي التفاوض معها ويراجع صفقات السلاح مع دول أخرى لها ثقلها في المنطقة.
لمن يظن أن بايدن يخالف سياسة سابقه بالنسبة للقضية الفلسطينية فهو مخطئ لأن سياسة بايدن امتداد لأوباما الذي توسعت إيران في عهده، ومهادنتهم لها إنما ضمان لأمن إسرائيل التي تنظر الإدارة الأمريكية للمنطقة بعيونها حسب تعبير أديب.
أشاد عماد أديب بدور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قال عنه إنه قام بشبه معجزة في الإصلاحات في البنية التحتيّة والمجتمع والاقتصاد المصري، ودعا إلى انفتاح سياسي أكبر في مصر التي لوحظ زيادة الاستقرار فيها.
وفي حديثه عن حال الإعلام فقد أكد ضعف الأداء الإعلامي والكفاءة الإعلامية ومهنية الإعلامي الرسمي لذلك فقدوا متابعيهم الذين استهوتهم وسائل التواصل الاجتماعي ذات السقف العالي من الحرية رغم فوضويتها وعدم انضباطها.
وأكّد أنه ضد سياسة المنع ومع كفاءة الرد.
حرصت على نقل محتوى الحلقة أو بعضها لك عزيزي القارئ فهي رؤية إعلامي محنك ومثقف ويُعتدّ برأيه، وهي إجابات للأسئلة الصعبة التي قد تدور في ذهنك عن قضايا مختلفة، ولك أن تبحر مع آرائه السياسية المنبثقة عن شخص يقرأ السياسة جيدًا.