د.حماد الثقفي
لم تتوقف حروب العالم ولا شروره ولا مؤامراته، بزمن يمتطي البعض فيه ركب الفتن والأفكار والتوجهات المتعددة التي لا تتوقف فيها العجرفة الإيرانية وماكيناتها الإعلامية، وكأنها بصورة الحاكم الإملائي الذي يسخر ضاحكاً من أعدائه في الخارج، مُتصنعاً بمكائده في كل مكان ومن حولها من الببغاوات السياسية تركيا وقطر وإعلام غربي متهاوٍ، لا يملك حججاً وبراهين على ما ينشُره ليسجن نفسه في دائرة الأساطير، التي تنهار كانهيار جدار برلين وتقسيمه العالم في عهد غورباتشوف، والسؤال: ماذا فعلت قوى العالم لإيران وملفها النووي، بل وماذا قدَّم العالم لإرهابها في المنطقة والذي طال دولاً أوربية؟ والموقف الأمريكي منذ أوباما متهور بصنيعة الربيع العربي، وميله للموقف التركي الإخواني ضد دولنا أولها العراق المُتصبب دماً، وخذلانه للثورة السورية وتفكيك قوتها وتشريد شعب أعزل، إرضاءً لأنظمة لا تعي إلا مصالحها بالإرهاب هنا وهناك، فما الذي كان سيحدث لولا الله ثُم الوجود السعودي وتلاحمها العربي بالمنطقة، وما الذي كان سيحدث لو تُركت اليمن فريسة لأطماعهم ومثلها ليبيا؟.. ولأحاط بالعالم مخاطر وتغييرات وتدخلات وأطماع ذات مُسميات عدة .. هي نتاج فكر ضال تتبعه الإدارة الأمريكية بقراراتها التخبطية وسياساتها غير معلومة الهوية، ليخرج علينا تقرير أكبر جهاز مخابراتي بطريقة مهترئة، أماط اللثام عن ضعفها وضعف خصوم المملكة ممن راهنوا عليه، ورفضه جُملة وتفصيلاً لما احتواه من (اللا - دليل)، على قائد سطرت التغييرات التاريخية التي جرت على يديه برؤيته والرهان على مستقبل يقوده بأمانة قائد مُحنك، يُمثِّل حُلماً للسعوديين وكثير من الشعوب العربية تتمناه بلدانهم، وهتفت به من أعلى صروحها، ليظهر بشفافية كَمْ الاحترافية السعودية لكافة قضايا العالم الشائكة مثل الوباء وإرهاب إيران وحمايتها للمنطقة، وقيادتها لأكبر عوالم الاقتصاد المتقدم في مجموعة العشرين ورؤيتها التي جعلتها فوق القمم.. كل ذلك جعل من تقرير سي آي إيه -.C.I.A. مُجرد فكر يحمل داخله خلايا متوارثة من التسطيح والعجلة غير الهادفة، لذا، لا غرابة أن ينطوي تقرير المخابرات الأمريكية على تكهنات وتحليل من دون إيراد معلومة، جعل الإعلام بل العامة في صدمة عن مدى ضعفها حتى لدى بعض الإعلام الأمريكي المعروف عنه تحريضه ضد السعودية، وليس العقلاء وحسب.
وأخيراً : لا يُردعنا -بعون الله- أحد، لأننا قلبٌ واحد حول قادتنا القويمة لدحر أياً كان ومن تسول له نفسه أو يتطلع لمحاولة إخافتنا أو إرهابنا، وعلينا أن نكون حذرين لمثل تلك الألاعيب القديمة الجديدة، وضرب أهدافنا الأيديولوجية، التي تنبع من قيم سياساتنا الشرعية والدولية خاصة في ملف حقوق الإنسان. ولعل دوامة «التأزم الدولي والإقليمي» ستستمر، وسيظل المشهد تكراراً لمهاتراته، لكننا في منأى عنها بفضل الله ولُحمتنا الوطنية.