بينَ تاريخِ شُعلتي وانطفائي
لم تكنْ رحلتي حديثَ النائي
ولأنّي مازلتُ أصبغُ قلبي
بالأماني... فلا يفيدُ طلائي
عدتُ أحتالُ للبياضِ لعلّي
أتسامَى إلى حدودِ انتمائي
والسرابُ البعيدُ ينظر نحوي
مستغيثا بلوعتِي وارتمَائي
ولأنَّ الصلصالَ أقربُ منّي
للحكايا.. فلمْ يَعُد للماءِ
جئتُ أحكي للقمحِ بعضَ نشيدي
علّه يرتوي بِوَحيِ غنائي
وتراتيلُ الجدبِ تعزفُ جوعًا
من بطونٍ محتاجةٍ للغذاء
أجدبَ البوحُ والسنابلُ ماتتْ
ليتني زدتُ من حديثِ ارتوائي
حينها شابتِ الرؤوسُ ارتيابا
والأكفّ السمراءُ نحوَ السماءِ
لم أعُد من خرائطِ البوحِ إلا
بين ماهِيّتي وخطِّ استوائي
** **
- صالح الهنيدي