لنمضي قدما بمسيرتنا في هذه الحياة، براحة بالٍ، علينا التخلص من الكثير من حمولتنا التي ظننا، في وقتٍ سابق، وبعض الظن إثم، إنها ذخيرة وعدة لتكملة المشوار، وإذا بها كمن يقول (زدن جمرا على جمر)، لا سبيل لحياة مطمئنة إلا بالتخلي عن بعض الأحلام والأفكار، والعلاقات، وكثير من الأصدقاء... مع الأسف.
أولئك الذين يزيدون من ثقل الحياة، الثقيلة أصلاً.
أمقت التدخل في شئون الغير، حتى وان كان هذا الغير من أقرب المقربين.
فرض الوصاية على الآخرين ، ورصد تحركاتهم، وإقصاء أفكارهم ومحاربتها، داء ابتلينا به.
بسبب هؤلاء وأمثالهم، أصبحنا نأنس بالعزلة ونرتاب من الناس، بل من الحياة.
(ألم تَرَني من فرطِ شكٍّ ورِيبةٍ
أُرى الناسِ، حتى صاحبي، نظراً شزرا)
الجواهري.
يكفينا من البؤس، القيود التي داخلنا، والرقابة الذاتية التي نحاول الفكاك منها دون جدوى، وقد تضيق علينا أنفسنا، جرّاء العادات والتقاليد، والأدلجة التي نشأنا عليها.
يقول دوستوفيسكي:
(إني مستعد لأن أبيع الكون كله بقرش واحد، شريطة أن أُترك وشأني هادئًا مطمئنًا).
تعبنا...
وأرهقتنا مغادرة الأماكن والأشخاص بسبب التدخل المقيت!.
يا لها من غربة..! يا غربة الروح، توثبي ..
والعزاء ... كل شيء سيمضي، وكل شيء إلى انتهاء.
(إنّ الطّريـقَ لا بدَّ مفضٍ إلى آخرِ)
يقول الإعلامي والشاعر زاهي وهبي:
(من هذه البسيطةِ كُلِّها لا أريدُ سوى، قوتِ طيرٍ، وجناحين، وسماءٍ حُرَّة).
من اسباب النعيم في الآخرة قوله تعالى: «لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»، يا الله.. يا لروعة الحياة حينما ينشغل كل شخص بنفسه!.
آخر الكلام
من رواية زوربا اليوناني:
«....متى أنزوي أخيراً في الوحدة، بمفردي، دون رفاق دون فرح أو حزن، لا يصحبني سوى اليقين المقدس بأن كل شيء ليس إلا حلماً؟».
** **
- نورا العلي